بعد استخدامها لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية.. ما هي قاذفات \”بي 2 سبيريت\”؟

كتب- محمود الهواري:
في تصعيد خطير للأزمة بين واشنطن وطهران، أعلنت الولايات المتحدة تنفيذ ضربات جوية استهدفت ثلاثة مواقع نووية داخل إيران، وذلك وفق ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور على حسابه بمنصة “تروث سوشيال”.
وأكد ترامب أن العملية نُفذت بنجاح واستهدفت منشآت فوردو، نطنز، وأصفهان، مشيرًا إلى أن الطائرات المشاركة عادت بسلام، في حين دعا إلى “وقت للسلام” عقب العملية.
وفي تأكيد على حجم العملية العسكرية، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول أمريكي أن قاذفات الشبح الأمريكية من طراز “بي-2 سبيريت” شاركت في تنفيذ الضربات على الأراضي الإيرانية.
وتُعد هذه الطائرات من أكثر الأسلحة تقدما في الترسانة الأمريكية، إذ لا تمتلكها سوى الولايات المتحدة، وتُستخدم في مهام استراتيجية عالية الخطورة.
وكانت تقارير سابقة قد تحدثت عن تحريك قاذفات “بي-2” من قاعدتها في ولاية ميزوري إلى جزيرة غوام الأمريكية في المحيط الهادئ، وهو ما اعتبره مراقبون تمهيدًا لاستخدامها في عمليات محتملة ضد أهداف إيرانية شديدة التحصين، وعلى رأسها منشأة “فوردو” المدفونة تحت جبل وتُعد من أكثر المنشآت النووية حماية في إيران.
وتُعرف “بي-2” بقدرتها الفائقة على التخفي عن الرادارات، وهي الطائرة الوحيدة في العالم القادرة على حمل قنابل خارقة للتحصينات مثل قنبلة GBU-57 التي تزن أكثر من 13 طناً، والتي صممت خصيصًا لضرب المخابئ والمنشآت المدفونة عميقًا في الأرض.
ويُنظر إلى هذه القاذفات باعتبارها ركيزة أساسية في “الثالوث النووي” الأمريكي، حيث يمكنها حمل الذخائر التقليدية والنووية على حد سواء، وتنفيذ ضربات بعيدة المدى دون الحاجة للتزود بالوقود.
ودخلت القاذفات الخدمة فعليًا في نهاية تسعينيات القرن الماضي، إلا أن استخدامها ظل محدودًا في النزاعات الكبرى فقط، مثل حربي كوسوفو والعراق، وأخيرا في ليبيا وأفغانستان.
وعلى الرغم من قِدم تصميمها، فإن القوات الجوية الأمريكية تواصل تطوير قدراتها التكنولوجية لضمان تفوقها في ساحة القتال.
وبحسب خبراء عسكريين، فإن إرسال هذه الطائرات إلى قواعد أمريكية خارج البلاد لا يُعد مجرد إجراء عسكري، بل هو رسالة سياسية واضحة تعكس جدية واشنطن في التعامل مع التهديدات.
ويؤكد محللون أن قاذفة “بي-2” ليست فقط آلة حرب ضخمة، بل رمز لقوة الردع الأمريكية، بينما يُقدر عددها بـ19 طائرة فقط، ما يجعل استخدامها في أي عملية مؤشرًا على تحول نوعي في مسار المواجهة، كما أن قدرتها على حمل قنابل خارقة للتحصينات يمنحها تفوقًا نوعيًا على أي طائرة أخرى، بما في ذلك “بي-52” الأقدم والأكبر حجمًا.