بعد الضربة الأمريكية، ما المعلومات المتوفرة حول منشأة “فوردو” النووية في إيران؟

بعد الضربة الأمريكية، ما المعلومات المتوفرة حول منشأة “فوردو” النووية في إيران؟

كتب- محمود الهواري:

في خطوة تنذر بتوسع النزاع بين إيران وإسرائيل إلى صراع إقليمي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنفيذ هجوم واسع استهدف منشآت نووية إيرانية، من بينها منشأة “فوردو” شديدة التحصين، التي تُعد من أهم أركان البرنامج النووي الإيراني.

وجاء إعلان ترامب عبر منشور على حسابه في منصة “تروث سوشيال”، أكد فيه أن حمولة كاملة من القنابل أُسقطت على الموقع الرئيسي في فوردو، مشيرًا إلى أن العملية نُفذت بنجاح، وأن جميع الطائرات عادت بسلام، قبل أن يختم منشوره بعبارة “الآن هو الوقت المناسب للسلام”.

ما هو موقع “فوردو” لتخصيب الوقود؟

وتُعد منشأة “فوردو” الواقعة قرب مدينة قُم شمال طهران، واحدة من أكثر المنشآت النووية الإيرانية تحصيناً وسرية، وذلك بعدما تم تشييدها داخل عمق جبل ضمن سلسلة جبال ألبرز، على بُعد نحو 32 كيلومتراً جنوب قُم، حيث يُقدر عمقها بما يقارب 100 متر تحت الأرض، ما يجعل استهدافها بالغ الصعوبة حتى باستخدام القنابل الخارقة للتحصينات.

وصُممت المنشأة خصيصاً لتحمل أي هجمات جوية أو عمليات عسكرية، لتكون بمثابة معقل استراتيجي في قلب المشروع النووي الإيراني.

وبُنيت المنشأة بسرية مطلقة في أوائل الألفية، ولم يُكشف عنها إلا في عام 2009 عندما أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا اكتشافها، متهمة إيران بإخفاء موقع ثانٍ لتخصيب اليورانيوم عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ورغم تأكيد طهران أن المنشأة مخصصة لأغراض سلمية، خاصة إنتاج الوقود لمحطات الطاقة والبحث النووي، فإن موقعها المحصن وطريقة بنائها أثارا شكوكاً دولية بشأن وجود أهداف عسكرية محتملة.

وتضم المنشأة آلاف أجهزة الطرد المركزي، ويُقدر أن أكثر من 2000 جهاز من طراز “IR-6” متطور يعمل بها حالياً، ما يمنح إيران قدرة على تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة تقترب من الحد المطلوب لصنع سلاح نووي (90%).

وبموجب الاتفاق النووي لعام 2015، وافقت إيران على وقف أنشطة التخصيب في “فوردو” وتحويلها إلى مركز أبحاث، لكنها استأنفت نشاطها بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق عام 2018 خلال ولاية ترامب.

ومنذ ذلك الحين، ارتفعت معدلات التخصيب بشكل لافت، ما أثار مخاوف دولية متكررة من اقتراب إيران من “الاختراق النووي” أي بلوغ القدرة على تصنيع سلاح نووي خلال فترة قصيرة.

وتكمن أهمية “فوردو” في كونه أحد أعقد وأعمق المواقع في البنية التحتية النووية الإيرانية، كما يُعد خيارا بديلاً في حال تعرضت منشآت مثل “نطنز” لهجمات أو تدمير.