الطرق التقليدية للأصالة.. مانجا سيناء ‘استوت بدري’ والسُكّري تسيطر على السوق
جنوب سيناء – رضا السيد:
على وقع ضحكات المزارعين وأصوات صناديق الخشب وهي تُحمّل تحت ظلال أشجار المانجو، انطلق موسم الحصاد في جنوب سيناء، لتكون المانجو “السكري” أول بشائر الصيف في المحافظة، بعدما نضجت مبكرًا هذا العام، كعادتها، بفعل حرارة الصحراء وجودة التربة.
في قلب واحدة من هذه المزارع، يقف أحمد عبد الله، صاحب مزرعة مانجو، يراقب عماله وهم يجمعون الثمار الصفراء المزينة بنُقط صغيرة تعلن جاهزيتها للقطاف، “هنا المانجو غير… كلها أورجانيك وطعمها مش شبه أي مانجو في مصر”، يقولها بفخر وهو يشير إلى صناديق الفاكهة التي تستعد للانطلاق إلى شوادر جنوب سيناء وسوق العبور بالقاهرة.
ويضيف خلال بث مباشر لـ مصراوي، أن جنوب سيناء تشتهر بالنضج المبكر لمحصول المانجو، خاصة النوع “السكري”، وذلك بفضل الظروف المناخية الصحراوية التي تتميز بشدة ارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى جودة التربة التي تسهم في نمو الزراعات بكافة أنواعها وبأعلى جودة، دون الحاجة إلى مخصبات أو مبيدات.
وأوضح أن زراعة المانجو بأنواعها تجود بالمحافظة، ويجري التوسع فيها لكونها من الأشجار المعمرة التي تتحمل الظروف المناخية المتقلبة والصعبة، إلى جانب ملاءمتها لدرجة ملوحة مياه الآبار بالمحافظة، وتتميز مانجو سيناء بطعمها ورائحتها المختلفين، كونها تُزرع بطريقة طبيعية تمامًا (أورجانيك).
وأشار إلى أنه يعرف نضج ثمار المانجو بظهور نقط بارزة على سطح الثمرة، وفي هذه الحالة يجب جنيها وكمرها تحت القش لمدة يومين فقط، ثم يتم فرزها داخل برنيكات ونقلها للأسواق، سواء داخل المحافظة أو في المحافظات الأخرى. وأكد أنه لا ينبغي ترك الثمار على الأشجار بعد ظهور هذه العلامات، لأنها ستتساقط وتعرف وقتها باسم “سقط”، مما يؤثر سلبًا على جودتها وسعرها في السوق.
وأكد أن التبكير في موسم حصاد المانجو السكري بجنوب سيناء يصب في صالح المزارعين، كونها تُباع بأسعار مرتفعة مع بداية موسمها، قبل أن تدخل كميات كبيرة من باقي المحافظات إلى الأسواق.
كما أشاد بدور مديرية الزراعة والإدارة الزراعية لدعمهما المستمر للمزارعين، سواء من خلال توفير الأسمدة والشتلات والتقاوي الزراعية بمختلف أنواعها، أو عبر تقديم الإرشادات من خلال القوافل الزراعية التي تقوم بالمتابعة الدورية للمزارع.
وكيل وزارة الزراعة بجنوب سيناء، قال إن زراعة المانجو في المحافظة بلغت هذا العام 6800 فدان، بعد أن كانت 6 آلاف فدان العام الماضي، وذلك من إجمالي المساحات المزورعة بالمحافظة والتي لا تتعدى 37011 فدانًا على مستوى كافة مدن المحافظة.
وأكد أنه جارٍ التشجيع على التوسع في زراعة كافة المحاصيل بالمحافظة، وخاصة المانجو بمختلف أنواعها، من خلال توفير الشتلات من أجود الأصناف التي تناسب التربة والمناخ في جنوب سيناء.
وأوضح أن القوافل الزراعية تنطلق بشكل يومي لدعم المزارعين بالخدمات الإرشادية خلال مراحل الزراعة والنمو والحصاد، لتزويدهم بالمعلومات التي تساعد في الوصول إلى أعلى إنتاجية وجودة ممكنة، بجانب تقديم الأسمدة الأزوتية المدعمة من الدولة مثل “سلفات، نشادر”.