الرباط تشهد مسيرة حاشدة احتجاجًا على تجويع غزة ودعوة لإنهاء العدوان الإسرائيلي

شهدت العاصمة الرباط، صباح اليوم الأحد، مسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت من ساحة “باب الأحد”، عبّر من خلالها الآلاف من المواطنين عن تضامنهم المطلق مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ورفضهم القاطع لسياسات التجويع والتهجير التي ينهجها الاحتلال الإسرائيلي، وكذا للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
وجاءت هذه المسيرة، التي شهدت انخراط عشرات الآلاف من المغاربة، في سياق تصاعد الغضب الشعبي إزاء استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي خلّف آلاف الشهداء والجرحى، أغلبهم من النساء والأطفال، وسط أوضاع إنسانية كارثية نتيجة الحصار المتواصل ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
المسيرة الحاشدة، التي جاءت استجابة للنداء الذي وجهته حركة “حماس”، عرفت انخراطا كبيرا من عدد من الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية والمدنية، من مختلف المشارب الفكرية والإيديولوجية، رفضا للإجرام الإسرائيلي المتواصل وحرب الإبادة الجماعية بحق قطاع غزة.
وردد المشاركون في المسيرة شعارات قوية مناهضة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، مطالبين الحكومة المغربية بالتراجع عن كل أشكال التعاون مع “الكيان الغاصب”، وبتفعيل الدعم العملي للقضية الفلسطينية، سياسيًا وإنسانيًا، من أجل إنهاء الحصار والتجويع وحرب الإبادة.
ورفع المتضامنون ضمن المسيرة الاحتجاجية التي امتدت من باب الأحد إلى غاية محطة القطار المدينة، عبر البرلمان، شعارات قوية من قبيل “المغرب وفلسطين شعب واحد مش شعبين”، و”مطبع يا جبان.. شعب المغرب لا يهان”، و”الشعب يريد إسقاط التطبيع”، و”يا للعار يا للعار.. غزة تحت النار”.
وحمل المناصرون للقضية الفلسطينية لافتات المسيرة “لا ماء لا غذاء لا دواء، فقط شلال الدماء والأشلاء”، و”غزة تموت جوعا وعطشا يا أموات المليار”، وقد رفع المشاركون أيضا صورا تظهر جانبا من التقتيل والدمار الذي خلفته آلة الحرب الصهيونية، إلى جانب صور الفلسطينيين جوعى يصطفون في طوابير الجوع.
وأكد المشاركون ضمن المسيرة الاحتجاجية أن هذه الوقفة الجماعية تأتي للتنديد بالصمت الدولي أمام الجرائم المرتكبة في غزة، وللضغط من أجل وقف فوري للعدوان، وفتح المعابر لتمكين إدخال المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة.
وطالبوا بضرورة محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على انتهاكاته الجسيمة للقانون الدولي الإنساني، داعين إلى دعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وتأتي هذه المسيرة في سياق سلسلة من الفعاليات الشعبية التي تعرفها مختلف المدن المغربية تضامنًا مع فلسطين، وتعبيرًا عن رفض قطاعات واسعة من المجتمع المغربي للتطبيع، وإصرارها على إبقاء القضية الفلسطينية حية في وجدان الشارع.