ميداوي: إصلاح بدون وجهة واضحة

يواجه وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين ميداوي، رياحًا عاتية تعصف من عمق الجامعات نحو مركز القرار.
فالمشهد لا يبدو هادئًا كما توحي به بعض البلاغات والمداخلات الرسمية، بل مشحون بالتوتر والأسئلة الحارقة التي لم تجد بعد من يجيب عنها.
في قلب الرباط، وتحديدًا بكلية الحقوق أكدال، أطلق أساتذة جامعيون صفارات الإنذار بشأن مباراة عمادة مثيرة للجدل، قيل إنها صيغت على المقاس، في تحذير واضح من انتكاسة تضرب في عمق قيم النزاهة الأكاديمية.
ولم تمضِ سوى أيام، حتى جاء حفل التخرج على وقع “الشعبي”، في مشهد كرّس صورة جامعة لم تعد تُشبه الجامعات، بعدما باتت أقرب إلى قاعة حفلات، في انتهاك للقيم والأخلاقيات الجامعية.
وفي الخلفية، يظل مصير نظام الباشلر معلّقًا، دون رؤية واضحة أو توضيح رسمي: هل هناك عودة مرتقبة؟ أم أن التخبط هو القاعدة في دفتر إصلاح لم يُكتب له الاكتمال؟
وسط كل هذه الأعاصير، يلوذ الوزير بالصمت.. غير أن الصمت لم يعد ترفًا، وآن الأوان أن يخرج من مكتبه، ويخاطب الرأي العام بلغة الوضوح لا الالتفاف، بلغة الشجاعة لا الانتظار، فالجامعة لا تُدار بالإنكار، بل بالحوار، ولا تُبنى بالمجاملات، بل بتحمل المسؤولية.