منارة سيدي مصباح بالحوزية: معلم تاريخي يتحول إلى ملاذ للنفايات والمخاطر

منارة سيدي مصباح بالحوزية: معلم تاريخي يتحول إلى ملاذ للنفايات والمخاطر

تحوّلت منارة سيدي مصباح، إحدى المعالم التراثية البارزة بإقليم الجديدة، من رمز معماري يعكس الذاكرة البحرية للمنطقة إلى فضاء مهمل يعجّ بالنفايات والخطر، في مشهد يُثير استياء أبناء الحوزية وفعاليات المجتمع المدني التي تُطالب بتدخل عاجل لإنقاذ هذا الصرح الذي يعود عمره إلى ما يزيد عن 150 سنة.

ورغم الدينامية التي تشهدها المملكة في السنوات الأخيرة لحماية التراث وتثمين الهوية التاريخية، إلا أن منارة سيدي مصباح تبدو اليوم خارج هذا المسار.

وأكد نشطاء محليون أن المعلمة صارت ترمز إلى التهميش لا إلى الذاكرة، بعدما أُهملت بشكل كلي وتحولت إلى مرتع للنفايات وموقع مهجور يهدد السلامة العامة.

وقال عبد الله المستعين، فاعل جمعوي، بعاصمة دكالة: “هذه المنارة كانت في السابق تؤطر حركة مراكب الصيد وتعطي توجيهات للرياس. اليوم، أصبحت مهملة ومفتوحة على كل الاحتمالات، حتى الاعتداءات”.

وأضاف في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن المكان “صار خطرًا حقيقيًا في غياب الحراسة، وقد يُستغل في أعمال إجرامية في أية لحظة، دون رقيب أو حسيب.”

وتقع المنارة داخل تراب جماعة الحوزية، غير بعيد عن شواطئ الجديدة، وقد لعبت لعقود دورًا وظيفيًا في تنظيم حركة الملاحة الساحلية، قبل أن تتوقف عن العمل منذ حوالي أربع سنوات، لتبدأ فصول الإهمال والتدهور.

ويُحذر السكان من أن البناية القديمة باتت مأوىً عشوائيًا، بعد أن استُبيحت فضاءاتها الداخلية وتحوّلت إلى مكان مهجور يثير القلق والخوف.

وفي هذا السياق، ناشد الفاعلون السلطات المعنية، وعلى رأسها وزارة الثقافة ووزارة الصيد البحري، بالتدخل لإعادة الاعتبار لهذا الموقع التراثي الذي لطالما شكّل جزءًا من ذاكرة المنطقة وهويتها البحرية.

كما دعوا عامل الإقليم إلى إدراج المنارة ضمن المشاريع ذات الأولوية، بالنظر لما تحمله من رمزية تاريخية، وبالنظر كذلك إلى ما تمثله من خطر راهن بسبب الإهمال والتسيّب الأمني.