اتحاديو فرنسا يطالبون بإنهاء “الانحرافات المقلقة” و”الإدارة المغلقة” داخل “حزب الورد”.

تزامنا والإعداد للمؤتمر الوطني المقبل لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المقرر عقده خلال شهر أكتوبر 2025، أعلنت الكتابة الإقليمية للحزب بفرنسا عن انخراطها الفعّال والمسؤول في التحضير لهذه المحطة السياسية والتنظيمية التي وصفتها بـ”المفصلية”، مؤكدة سعيها للمساهمة في إعادة بناء الحزب على أسس ديمقراطية وفكرية متينة.
البيان الصادر عن الكتابة الإقليمية، حمل نبرة نقدية لاذعة لما وصفه بـ”الانحرافات المقلقة” التي شهدها الحزب خلال السنوات الأخيرة، من تهميش للطاقات النضالية الصادقة، وإقصاء للكفاءات الفكرية والتنظيمية، إلى تغليب للحسابات الشخصية والظرفية على المصلحة العامة، وإفراغ للمحطات التنظيمية من مضمونها الديمقراطي من خلال “التجييش العددي والانخراط المناسباتي”.
وسجلت الكتابة الإقليمية بقلق تراجع النقاش الفكري داخل الحزب، معتبرة أنه ساهم في “أزمة هوية وارتباك في المواقف”، مما أدى إلى فقدان الثقة بين الحزب ومناضليه، وكذلك بين الحزب وعموم المواطنات والمواطنين، داعية إلى مراجعة نقدية “جريئة وشجاعة” تعيد ربط الحزب بجذوره النضالية وتمنحه أفقًا جديدًا.
وأكدت الكتابة الإقليمية بفرنسا، وبحسب البيان الذي توصلت جريدة “مدار21” بنسخة منه، عزمها على المشاركة في المؤتمر الوطني المقبل ليس فقط كطرف حاضر، بل كـ”قوة اقتراح ونقد وتجديد”، داعية جميع الاتحاديات والاتحاديين بفرنسا إلى تجديد انخراطاتهم في أقرب الآجال، تعزيزًا للشرعية التنظيمية واستعدادًا للمساهمة الفاعلة.
كما شجعت الهيئة الحزبية جميع مناضلات ومناضلي الحزب على تقديم مساهمات فكرية وتنظيمية، سواء كانت مكتوبة أو شفهية، بهدف إغناء النقاش الداخلي وتأسيس رؤية واضحة لتجاوز الأزمة البنيوية والسياسية التي يمر منها الحزب.
وشدد البيان على “رفض أي محاولة لإعادة إنتاج نفس الآليات التي أضعفت الحزب”، مجددًا التمسك بـ”ضرورة وضع قطيعة حقيقية مع أسلوب التدبير المغلق والمرتكز على الولاءات العابرة”، مشيرًا إلى أن المرحلة تتطلب “لحظة نضالية حقيقية” تسترجع للحزب صدقيته ولمؤسساته قوتها ولمشروعه السياسي مصداقيته.
وفي ختام البيان، أعلنت الكتابة الإقليمية بفرنسا عن تشكيل لجنة تحضيرية للإعداد للمؤتمر الإقليمي، المزمع عقده في نهاية شهر شتنبر 2025، في أفق المساهمة الجادة في إنجاح المؤتمر الوطني.