الركراكي يُفضل الولاء على الاستعداد.. هل سيواجه عواقب ذلك؟

الركراكي يُفضل الولاء على الاستعداد.. هل سيواجه عواقب ذلك؟

بينما يقترب معسكر المنتخب المغربي من الانطلاق استعدادًا لمواجهتي النيجر وزامبيا، برسم الجولتين السابعة والثامنة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، تعود إلى الواجهة إشكالية وضعية بعض الدوليين الذين يعيشون وضعًا غير مستقر في أنديتهم.

في المقابل، يواصل الناخب الوطني وليد الركراكي منح ثقته لعدد من الأسماء التي تعاني من أوضاع معقدة في أنديتها الأوروبية، متمسكًا بها في قائمته الدولية رغم تراجع حضورها التنافسي محليًا.

ويبدو أن الركراكي يتعامل بمنطق الاستمرارية والدعم، معولا على قدراتهم في الانسجام داخل المجموعة الوطنية وتعويض غياب التنافسية بالخبرة والالتزام، في وقت تبرز فيه أسماء أخرى تفرض نفسها على مستوى الأندية لكنها لا تحظى بنفس الحضور مع المنتخب.

إبراهيم دياز.. الموهبة المعلقة في مدريد

منذ عودته إلى ريال مدريد عقب نهاية إعارته لميلان، لم ينجح إبراهيم دياز في فرض نفسه كلاعب أساسي، سواء مع كارلو أنشيلوتي سابقًا أو مع تشابي ألونسو حاليًا.

وعلى الرغم من تألقه في بعض الدقائق التي يحظى بها بقميص “الملكي”، يظل دياز خيارًا احتياطيًا في تشكيلة مكتظة بالنجوم.

وفي هذا السياق، كشف موقع “توب ميركاتو” الفرنسي أن مدرب الريال الجديد لم يحسم موقفه من اللاعب بعد، خصوصًا مع تكدّس الخيارات الهجومية.

وتابع أن وصول فرانكو ماستانتونو زاد من تعقيد المشهد، ليجد دياز نفسه في موقع رمادي، رغم قيمته الفنية وحضوره القوي مع المنتخب المغربي.

وأبرز التقرير أن مستقبل دياز داخل ريال مدريد لا يزال ضبابيًا، وهو ما يضع الركراكي أمام تحدٍّ جديد، إن واصل الاعتماد عليه دون أن يكون في أفضل مستوياته التنافسية.

أوناحي.. من نجم المونديال إلى خارج حسابات مارسيليا

عاد الدولي المغربي الآخر، عز الدين أوناحي إلى مارسيليا هذا الصيف بعد تجربة إعارة قصيرة في اليونان، لكنه لم يجد المكان الذي يغري بالبقاء، إذ أدرجته الإدارة في ما يُعرف بـ”لوفت مارسيليا”، وهي قائمة غير رسمية للاعبين غير المرغوب فيهم داخل الفريق.

ووفقًا لما أورده موقع “90 دقيقة” الفرنسي، فإن إدارة مارسيليا تسعى لتقليص كتلة الأجور، ما جعل أوناحي ضمن الأسماء المعروضة للبيع، رغم ارتباطه بعقد طويل الأمد.

وبات خروجه من التشكيلة لا يفسّر فقط لأسباب رياضية، بل أيضًا كخيار اقتصادي بحت.

وأضاف الموقع ذاته أن أوناحي لم يعد ضمن خطط المدرب روبيرتو دي زيربي، في ظل بحث النادي عن سيولة مالية لتمويل صفقات جديدة، خصوصًا في خط الوسط.

ورغم ذلك، لا يزال اللاعب يحظى بثقة الركراكي، الذي لا يتردد في استدعائه عند كل معسكر.

سفيان أمرابط.. راتب ضخم ومشروع غامض

من جهته، يعيش سفيان أمرابط أوضاعًا أكثر تعقيدًا مع نادي فنربخشة التركي، فقد كشفت صحيفة “تقويم” التركية أن اللاعب المغربي بات خارج حسابات المدرب الجديد جوزيه مورينيو، رغم مشاركته في 39 مباراة الموسم الماضي.

ورغم ما يتمتع به من قيمة فنية، فإن راتبه المرتفع (5 ملايين يورو سنويًا) يقف عائقًا أمام تسويقه، إذ تتراجع معظم الأندية المهتمة به عن التعاقد معه بمجرد معرفة مطالبه المالية.

وأشارت الصحيفة التركية إلى أن فنربخشة قد يجد نفسه مضطرًا للاحتفاظ به دون إشراكه، أو فسخ عقده من جانب واحد، ما يزيد من حالة الغموض حول مستقبله.

المنتخب الوطني فرصة أم مجازفة؟

وفي ضوء هذه الأوضاع، يبرز التساؤل المشروع: هل ما زال من المنطقي منح دقائق دولية ثمينة للاعبين لا يملكون الجاهزية التنافسية الكافية في أنديتهم؟ وهل من العدل تهميش لاعبين مغاربة آخرين يتألقون مع فرقهم ويُقصَون دوليًا؟

ويبدو أن الركراكي اختار أن يكون سندًا نفسيًا قبل أن يكون مديرًا فنيًا، مؤمنًا بأن المنتخب ليس فقط مساحة لتقييم الأرقام، بل أيضًا لبناء الثقة ومنح الفرصة الثانية.

غير أن استمرار هذه السياسة قد يُحدث شرخًا داخل المجموعة، بين من يحصل على الدعم رغم التراجع، ومن يُستبعَد رغم التألق.

ومع اقتراب “كان 2025” بالمغرب، يبدو أن المدرب الوطني مدعو أكثر من أي وقت مضى لإعادة تقييم اختياراته، لضمان التوازن والعدالة داخل تشكيلته، وتحقيق حلم المغاربة بإعادة الكأس القارية إلى الرباط بعد نصف قرن من الغياب.