امتحان مهني “غير متوقع” لمعلمي التعليم الأولي يثير اتهامات بشأن “استبعاد المحتجين”

يستعد مربو التعليم الأولي لتوديع الموسم الدراسي بلغة الاحتجاج ضد “وزارة برادة” ورفض منطق “التعسف” في تدبير قطاع مهم في المنظومة التربوية، معتبرين أن الإعلان عن امتحان مهني دون توضيح غاياته هو محاولة من جمعيات الوساطة، بشراكة مع الوزراة، لـ”غربلة” المعنيين بالأمر بعدما انتعشت الحركات الاجتجاجية في صفوف هذه الفئة خلال الموسم الماضي للمطالبة بإنصافهم وتسوية وضعيتهم الإدارية والمالية.
ووصفت عدد من تنسيقيات مربي التعليم الأولي، في بيان مشترك، وضعية هذه الفئة بـ”المزرية” التي تعيشها شغيلة التعليم الأولي العمومي، مستنكرةً “ما تعرض له من حيف ممنهج وتهميش مفضوح في ظل استمرار الوزارة، وباعتمادها جمعيات محلية ووطنية، وسيطة ربحية واسترزاقية، تمتص جهود شغيلة التعليم الأولي العمومي، في نهج سياسة الأذان الصماء تجاه المطالب العادلة والمشروعة”.
وقررت التنسيقيات مجتمعة الاحتجاج يوم الخميس المقبل، في وقفات احتجاجية، أمام الأكاديميات الجهوية لوزارة التربية الوطنية ضد “الأجور الهزيلة مقابل مهام كثيرة خارجة عن التربية والتعليم وإخضاع الأساتذة لامتحان مهني، ما دام هذا الامتحان لا يفضي إلى أي ترقية أو استقرار وظيفي”.
فيصل حلمون، مُربٍّ بإقليم تاونات وفاعل نقابي في التنسيقية الوطنية لمربي التعليم الأولي، قال: “هذا الامتحان المهني تقوم به المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي بالدرجة الأولى أكثر من الجمعيات الأخرى المكلفة لتدبير التعليم الأولي على المستوى الوطني”، مشيرا إلى أن “الأساس هو أن كل جمعية تقوم بتكوين مستمر للمربيين (950 ساعة)”.
وأضاف الفاعل النقابي، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن “المعنيين بهذا الامتحان المهني هم المربون الذين يخضعون لهذا التكوين بساعاته كاملة”، مستدركا أن “السؤال الذي يطرحه مربو التعليم الأولي هو الهدف من هذا الامتحان المهني، وهذا أمر لم توضحه المؤسسة إلى الآن”.
وسجل المتحدث ذاته أنه “في الغالب فإن الغاية من أي امتحان مهني هي الترقية في الرتبة أو لتغيير الإطار ضمن نفس القطاع، وهذا الأمر غير متاح بالنسبة لمربي التعليم الأولي”، مؤكداً أن “هذه الإجراءات الإدارية الغامضة تزيد من عدم وضوح الوضعية المهنية لهذه الفئة من أطر وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة”.
ورجَّح حلمون فرضية “توجه الوزارة نحو غربلة المربيات والمربيين بعد انتعاش الاحتجاج ضد تجاهل مطالبنا والقيام بوقفات احتجاجية على المستوى الجهوي لإنصاف هذه الفئة من أطر التدريس”، مشددةً على أن “لا يعقل أن تصمت الوزارة عن كل هذه العشوائية دون إصدار أي مذكرة لتنظيم هذا الامتحان المهني، على الرغم من كون التعليم الأولي مكون أساسي من مكونات الوزارة”.
وسجل النقابي ذاته أن “من بين الإشكاليات التي نواجهها في قطاع التعليم الأولي هي برمجة تكوينات خارج التكوينات الموازية التي نقوم بها طيلة السنة في فترة الصيف دون أدنى احترام للعطلة الصيفية التي يستفيد منها جميع موظفي الوزارة”.
وجدَّد المصدر عينه مطلب إدماج هذه الفئة من المربيين في أسلاك الوظيفة العمومية والقطع النهائي مع وساطة الجمعيات لتدبير قطاع التعليم الأولي، ملحاً على “تحمل الوزارة مسؤوليتها في إيجاد حلول للوضعية الإدارية الهشة للمربيين قبل أن تتحول هذه الاحتجاجات إلى تصعيد أكبر”.