إلقاء القبض على إسبانيين بسبب أعمال عنف ضد مهاجرين مغاربة وسانشيز يدين الخطاب الك hate.

إلقاء القبض على إسبانيين بسبب أعمال عنف ضد مهاجرين مغاربة وسانشيز يدين الخطاب الك hate.

تفاعلت الحكومة الإسبانية بقوة مع موجة العنف التي استهدفت مهاجرين من أصول شمال إفريقية، بينهم مغاربة، في بلدة توري باتشيكو الواقعة جنوب شرق البلاد، بعد سلسلة اشتباكات عنيفة دامت ثلاث ليالٍ.

وأعلنت وزارة الداخلية عن اعتقال 10 أشخاص، بينهم ستة مواطنين إسبان، وشخص من أصول شمال إفريقية، بتهم تتعلق بالإخلال بالنظام العام، وارتكاب جرائم كراهية، والاعتداء، وإلحاق أضرار بالممتلكات.

وفي خضم هذه الأحداث، خرج رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بتغريدة قوية اللهجة على منصة “إكس”، اعتبر فيها أن “العنصرية تتعارض مع الديمقراطية”، وأضاف: “ما نشهده في توري باتشيكو يشكّل تحديًا لنا جميعًا… علينا أن نُعبّر عن رأينا، وأن نتصرف بحزم، وأن ندافع عن القيم التي توحّدنا. إسبانيا بلد الحقوق، لا الكراهية”.

في السياق ذاته، أصدرت القنصلية العامة للمملكة المغربية بمورسيا بلاغًا عبّرت فيه عن “شجبها الكامل لهذه الاعتداءات”، مؤكدة تضامنها مع أفراد الجالية المغربية، ومعلنة عن تواصل مستمر مع السلطات الإسبانية المختصة لتأمين الحماية اللازمة لهم في ظل ما وصفتها بـ”لحظات رعب وخوف حقيقيين”.

كما نوّهت القنصلية بـ”المجهودات الكبيرة التي تبذلها كافة المؤسسات الأمنية والمسؤولين المحليين من أجل احتواء الأزمة وعودة الهدوء”، داعية الجالية المغربية إلى التحلي بضبط النفس والالتزام بتعليمات السلطات الإسبانية، مع الحذر واليقظة في هذه الظرفية الدقيقة.

وتفجرت هذه الأحداث على خلفية هجوم تعرّض له رجل مسن في البلدة الأسبوع الماضي، ما أسفر عن إصابته، قبل أن تُشير التحقيقات إلى تورط أجنبيين، أُوقف أحدهما في شمال إقليم الباسك.

إلا أن رد الفعل الذي تلا هذا الحادث اتخذ طابعًا جماعيًا وانتقاميًا، حيث تحركت مجموعات من اليمين المتطرف، بعضها مقنّع، وهاجمت عناصر الشرطة مستخدمة الزجاجات والمقذوفات، ما اضطر الشرطة إلى الرد بالرصاص المطاطي لتفريقهم.

رئيس بلدية توري باتشيكو، بيدرو أنخيل روكا، حث المهاجرين على عدم الانجرار إلى المواجهة، قائلاً في تصريح تلفزيوني: “أطلب من الجالية المهاجرة عدم مغادرة منازلهم وعدم مواجهة مثيري الشغب، لأن المواجهة لا تجدي نفعًا، لكنها ربما تثير فينا جميعًا الخوف”.

أما وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا، فحمّل مسؤولية التصعيد للخطاب المتشدد الذي تروّج له جماعات اليمين المتطرف، لا سيما حزب “فوكس”، مؤكدا أن أعمال العنف نُظّمت عبر شبكات التواصل الاجتماعي ضمن حملة تحريضية واضحة.

في المقابل، نفى زعيم حزب فوكس سانتياغو أباسكال أي مسؤولية لحزبه في إشعال فتيل التوتر، موجهاً أصابع الاتهام إلى الحكومة الاشتراكية بسبب ما وصفه بسياسات الهجرة المتساهلة، خصوصًا مع الحديث عن نقل قاصرين مهاجرين من جزر الكناري إلى مناطق أخرى من البلاد.

البلدة التي يسكنها نحو 40 ألف نسمة، تُعد من المناطق الزراعية الرئيسية في إقليم مورسيا، وتحتضن جالية مهاجرة تمثل ما يقارب الثلث من مجموع السكان، معظمهم من شمال أفريقيا ويشتغلون في الفلاحة.

هذا الحضور الكثيف، رغم إسهامه الاقتصادي، بات هدفًا لبعض الأصوات المتطرفة، التي تسعى لربط الهجرة بالجريمة، في سياق سياسي مشحون بالتجاذبات.

ومن قلب البلدة، عبّر مهاجر مغاربي عن مخاوفه في تصريحات لوكالة رويترز قائلاً: “نريد السلام.. هذا ما نريده، لا نريد أي شيء آخر”، مشيرًا إلى أنه بات يتجنب حتى ركوب دراجته النارية خوفًا من الاعتداء.

وتعيد هذه الأجواء المتوترة إلى الأذهان أحداث بلدة إليخيدو في إقليم ألميريا عام 2000، حين شهدت احتجاجات عنيفة عقب مقتل ثلاثة مواطنين إسبان على يد مهاجرين مغاربة.