محلل مصري: فوز حكيمي بجائزة الكرة الذهبية غير مرجح بسبب “العنصرية” والمنافسة الشديدة

محلل مصري: فوز حكيمي بجائزة الكرة الذهبية غير مرجح بسبب “العنصرية” والمنافسة الشديدة

أكد المحلل والناقد الرياضي المصري، محمد الأسيوطي، أن الحديث عن تتويج النجم المغربي أشرف حكيمي بجائزة الكرة الذهبية لعام 2025، لا يزال مبكرًا وغير واقعي في ظل المعطيات الحالية، رغم أرقامه المذهلة وأدائه اللافت هذا الموسم.

وعلّل محمد الأسيوطي ذلك، في تصريج لجريدة “مدار21″، بعدة أسباب، في مقدمتها قوة المنافسة، إذ إن حكيمي يواجه أسماء لامعة ومرشحين أقوياء على رأسهم فينيسيوس جونيور، ولامين يامال، وعثمان ديمبلي، ومحمد صلاح، ورافينيا، وكيليان مبابي، ما يجعل فرصته في التتويج صعبة أمام هذه الأسماء التي تلعب في مواقع هجومية وتستفيد إعلاميًا بشكل أكبر.

وتابع الأسيوطي أن سببًا آخر لا يقل أهمية هو ما وصفه بـ”العنصرية” التي لا تزال تؤثر على قرارات الجوائز الفردية العالمية، حسب رأيه.

وأوضح المحلل الرياضي المصري أن “العنصرية ضد العرب والأفارقة والمسلمين لا تزال قائمة”، مشيرًا إلى ما حدث للبطلة الجزائرية إيمان خليف في الأولمبياد الأخير، معتبرًا أن هذه العقليات الإقصائية لم تتغير، وقد تكون من بين الأسباب التي تعيق نيل حكيمي لجائزة عالمية بهذا الحجم.

وربط الأسيوطي ذلك بما جرى في النسخة السابقة من الجائزة مع فينيسيوس جونيور، لاعب ريال مدريد، الذي لم يتوج بالكرة الذهبية رغم أرقامه وتألقه، ما دفع مدرب منتخب البرازيل آنذاك دوريفال جونيور إلى توجيه انتقادات حادة لإدارة الجائزة، معتبرًا ما حدث نوعًا من الإجحاف.

كما شدد محمد الأسيوطي على أن حكيمي يمثل نموذجًا للمدافع العصري، الذي يدمج بين الأدوار الدفاعية الصلبة والإسهامات الهجومية المتقدمة.

وقال إن مساهمة الظهير المغربي هذا الموسم في 27 هدفًا بين تمريرات حاسمة وتسجيل، تتجاوز أرقام أساطير كبار مثل داني ألفيس، وهو ما يبرهن على القيمة العالية التي يمثلها في منظومة باريس سان جيرمان، وأيضًا في المنتخب المغربي.

وبخصوص مشاركة حكيمي في كأس العالم للأندية الأخيرة، أوضح المحلل الرياضي المصري أن أداءه المبهر في البطولة، وقيادته باريس سان جيرمان للفوز الكاسح على ريال مدريد في نصف النهائي، رفع من أسهمه بشكل واضح.

وأضاف أن قيادة حكيمي لباريس سان جيرمان نحو موسم استثنائي تُعد إنجازًا بحد ذاتها، رغم خسارة الفريق في نهائي كأس العالم للأندية أمام تشيلسي.

كما أبرز المتحدث ذاته أن الظهير المغربي كان قريبًا من دخول تاريخ البطولة عبر التتويج بها مع فريقين مختلفين، بعدما سبق له وأن رفع اللقب مع ريال مدريد عام 2017، وهو ما يؤكد استمرارية تألقه وثبات مستواه في المحافل الكبرى.

وبالنسبة لمقارنة حكيمي بمحمد صلاح، أوضح الأسيوطي أن كلا اللاعبين قدما مواسم قوية، لكنهما خارج دائرة المنافسة الحقيقية على الكرة الذهبية حتى الآن.

ولفت إلى أن صلاح غاب عن مونديال الأندية، بينما تألق حكيمي فيه، غير أن ذلك لا يجعل منه مرشحًا مباشرًا للفوز بالجائزة، مشيرًا إلى أن المنافسة مفتوحة هذا العام، دون وجود نجم استثنائي كنا نراه في مواسم ميسي أو كريستيانو أو حتى زيدان، مضيفا: “اللاعبون الكبار الذين تألقوا مع أنديتهم، لم يتألقوا بالقدر نفسه مع منتخباتهم، والعكس صحيح، لذلك من الصعب الجزم باسم الفائز هذه السنة”.

واختتم محمد الأسيوطي تصريحاته بالتأكيد بأن حكيمي يملك مقومات لاعب عالمي، وأنه قد يكون أمام فرصة استثنائية لكتابة التاريخ، لكنه بحاجة إلى توافر عدة عوامل مجتمعة، أهمها الإرادة السياسية والإعلامية التي تصنع النجوم في مثل هذه المحافل، إضافة إلى العدالة في التقييم داخل المؤسسات الرياضية الدولية.