الزياني: الذكاء الاصطناعي كأداة فنية تعبر عن الإبداع دون تهديده

اختار الفنان الشاب جمال الزياتي إصدار عمله الغنائي الجديد بعنوان “دعوة الميمة”، بتقنيات الذكاء الاصطناعي، في خطوة يراها تعبيرا عن انفتاح الفن على التحولات الرقمية، رغم ما يرافق هذه البرامج من جدل وانتقادات متصاعدة في الأوساط الفنية.
وأوضح الزياتي، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن توظيف الذكاء الاصطناعي في كليب أغنيته لم يكن بدافع “الركض وراء الترند”، بل نابع من قناعة بأن الفن، شأنه شأن باقي المجالات، له نصيب من هذه الثورة التكنولوجية.
وقال في السياق ذاته، إن اختياره جاء ليجسد قدرة الذكاء الاصطناعي على خدمة الفكرة الفنية وليس استعراضها.
وأضاف الفنان ذاته أن الكليب جاء بأسلوب “الراوي”، يحمل طابعا إنسانيا يمس شريحة واسعة من الناس، من خلال قصة وجدانية مرتبطة بالأم، مؤكدا أن الهدف لم يكن إنتاج عمل تقني بحت، بل التعبير الصادق عن مشاعر إنسانية بطريقة بصرية حديثة.
وشدد الزياتي على أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلا عن الإبداع البشري، بل هو أداة يمكن أن تضيف جمالية إلى الصورة وتساهم في تبسيط إيصال المشاعر، شرط أن يُوظف بشكل مسؤول يراعي الخصوصية الثقافية، ويحافظ على الكلمة الهادفة والهوية الفنية المغربية.
وفي رده على المخاوف من تشجيع هذا النوع من التقنيات، قال الزياتي: “كان هناك تخوف في البداية، خصوصا أن هذا أول كليب مغربي يتم إنتاجه بطابع رقمي، لكنني حرصت على احترام عناصر الهوية والثقافة المحلية، مع توظيف الذكاء الاصطناعي بشكل يخدم القصة والمحتوى، لا أن يطغى عليه”.
وأشار في السياق ذاته إلى أن الذكاء الاصطناعي “سلاح ذو حدين”، وقد يؤدي إلى خلق محتوى مكرر وفاقد للروح إذا تم استخدامه بدون رؤية فنية واضحة، لكنه يمكن أن يصبح أداة تعميق للإبداع إذا وجه بشكل فني سليم.
وتابع: “الإبداع الحقيقي يحتاج إلى فكرة، وإحساس، ورسالة، وهذه العناصر لا يمكن صناعتها بواسطة برنامج”.
يُذكر أن أغنية “دعوة الميمة” هي من كلمات وألحان جمال الزياتي، والتوزيع الموسيقي لبشير لكحل، فيما تولى إخراج الكليب “جيمس”.
وسبق للزياتي أن أصدر عددا من الأعمال الغنائية، من أبرزها: “أنا غير درويش”، “واه يا لالة”، و”أرى الباب أجواد”، التي أصدرها بفيديو كليب من كلماته وألحانه وتوزيع بشير لكحل.
وأطلق الزياتي في فبراير 2022 كليب أغنيته “زمان المحبة”، وهي أيضا من تأليفه وتلحينه، وبتوزيع لبشير لكحل، وتصوير وإخراج أيوب بن باسيدي.