“أين أولادنا؟”.. عائلات مغربية لمعتقلين بالعراق تعبر عن استيائها من عدم الاهتمام الدبلوماسي

ناشدت التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق السلطات المغربية، التدخل العاجل لوضع حد لما وصفته بـ”معاناة أسر المعتقلين في السجون العراقية”، بعد انقطاع التواصل مع السفارة المغربية في بغداد، وغياب أي تجاوب رسمي مع مطالبهم.
وقالت التنسيقية في نداء إنساني، توصلت جريدة “مدار21” الإلكترونية بنسخة منه، إن “التواصل بيننا وبين السفارة المغربية في بغداد انقطع منذ مدة، ولم نعد نجد أي تجاوب من أحد مسؤوليها، وكأن أبناءنا المعتقلين هناك ليسوا من رعايا المملكة”.
وطالبت التنسيقية وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إلى جانب السفير المغربي في بغداد، بالتدخل العاجل لإيجاد حلول إنسانية للمغاربة المعتقلين، والسماح لعائلاتهم بإرسال دعم مالي بسيط “يخفف عنهم قساوة السجن وظروفه المأساوية”.
وكشف عبد العزيز البقالي، رئيس التنسيقية، أنه تلقى اتصالا من شقيقه عبد السلام، المعتقل بسجن الرصافات في بغداد منذ أكثر من 21 سنة، يعيش خلالها في أوضاع قاسية تزداد سوءا مع مرور الوقت.
وأوضح البقالي أن “كل شيء داخل السجن يُشترى بالمال، حتى أبسط الاحتياجات اليومية”، مؤكدا أن جميع محاولاته للتواصل مع وزارة الخارجية والسفارة المغربية ببغداد باءت بالفشل. وأضاف: “كل الأبواب أوصدت، وكل الطلبات بقيت معلّقة دون جواب”.
وكانت السلطات المغربية قد تسلمت، مطلع يناير الماضي، أحد المعتقلين السابقين الذين قضوا أكثر من عقدين خلف القضبان العراقية، بعد سبعة أشهر من الإفراج عنه عقب انتهاء محكوميته.
واعتُبرت هذه الخطوة، آنذاك، “إشارة إيجابية” من السلطات المغربية بخصوص وضعية باقي المعتقلين المغاربة في السجون العراقية، والذين يبلغ عددهم 12 معتقلاً.
وفي سياق متصل، سبق لوزير العدل المغربي، عبد اللطيف وهبي، أن تفقد أوضاع المعتقلين المغاربة خلال زيارة رسمية إلى بغداد في مايو/أيار 2023، حيث التقى بمستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، وزار عددا من السجون العراقية للاطلاع على وضعية السجناء المغاربة.
وخلال الزيارة، شدد الوزير المغربي على عمق العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية العراق، وأبرز الإصلاحات التي تشهدها المملكة تحت قيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس، معربا عن استعداد المغرب لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات العدالة والتشريع والرقمنة وتبادل الخبرات.
ورغم تلك الزيارات الرسمية والتصريحات المتفائلة، تؤكد عائلات المعتقلين أن أوضاع أبنائها في السجون العراقية لم تشهد أي تحسن ملموس، بل زادت معاناتهم مع غياب أي آلية رسمية تضمن استمرار التواصل وتقديم الدعم اللازم لهم، سواء المادي أو المعنوي.