تتويج إلياس المالكي بلقب “أفضل مؤثر” في معرض الألعاب يثير جدلاً واسعاً

أثار تتويج الستريمر إلياس المالكي بجائزة أفضل “مؤثر” لعام 2025، خلال الدورة الثانية لمعرض المغرب لصناعة الألعاب، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر العديد من النشطاء أن تتويج شخصية مثيرة للجدل في حدث مدعوم من جهات رسمية، يندرج ضمن تشجيع رموز “التفاهة” التي تؤثر سلبا على المجتمع، حسب تعبيرهم.
وانصب الجدل، بشكل خاص، على دلالة صفة “مؤثر”، إذ رأى كثيرون أن المتوج اشتهر بمحتويات تعتمد على الكلام النابي، والدخول المتكرر في صراعات أدت إلى متابعته قضائيا، ناهيك عن اتهامه بالتنمر، واستعمال ألفاظ خادشة، وترويج سلوكيات مرتبطة بتعاطي المخدرات، دون تقديم محتوى إيجابي يبرر هذا التتويج، حسب آراء منتقديه.
ووجهت انتقادات للجهة المنظمة، التي اعتُبرت أنها ركبت موجة “البوز” عبر تتويج شخصية تثير الجدل وتحظى بنسبة متابعة عالية على منصات التواصل الاجتماعي.
وتعزز هذا التوجه، في نظر البعض، باختيار المغنية ريم فكري لتسليم الجائزة، في ظل ما راج سابقا من شائعات حول علاقة تجمعها بالمالكي، واشتهارهما بتبادل رسائل غزل علني، ما اعتبره منتقدون إصرارا على تصدير محتوى مثير للرأي العام.
وجاءت بعض تعليقات النشطاء على مقطع فيديو يوثق لحظة التتويج لتعبّر عن الاستياء، من قبيل: “هل أصبحت الجوائز تمنح على الكلام النابي؟”، و”تشجيع على التفاهة، لم يعد هناك ما يقال”، فيما علق آخر: “أفضل مؤثر لا يستطيع قول جملة دون لفظ مسيء”.
وأبدى متابعون استغرابهم من منح صفة “مؤثر” لشخصيات لا تُعرف سوى بإثارة الجدل، في حين أن هذه الصفة، في الأصل، كانت تُمنح لصناع محتوى يقدمون مضامين هادفة أو يدافعون عن قضايا اجتماعية وثقافية أو إنسانية.
ويأتي هذا الجدل في سياق موجة انتقادات واسعة تشهدها الساحة الثقافية والفنية، على خلفية ما يسميه البعض بـ”تمجيد التفاهة وتشجيع الانحدار القيمي”، مستحضرين صعود مغني الراب طوطو إلى منصة مهرجان “موازين”، وتلفظه بكلمات نابية رددها معه آلاف الجماهير، إلى جانب تصريحاته العلنية حول تعاطيه “الحشيش” في مناسبة رسمية سابقة.
وسبق لطوطو أن أثار موجة غضب عارمة بسبب كلمات أغانيه التي تلفظ بها في إحدى سهرات “موازين”، خاصة بعد بثها على قناة عمومية، حيث تضمن أداؤه عبارات وُصفت بأنها خارجة عن الذوق العام، ما جر انتقادات ليس فقط له، بل أيضا للمهرجان الذي يفترض فيه الحفاظ على مستوى فني وثقافي رفيع، وفق نشطاء.
ويعتبر منتقدو طوطو أن صعوده على منصة شارك فيها كبار الفنانين العالميين خلال العشرين سنة الماضية لا يُعكس موهبة استثنائية، بقدر ما يُجسد، بحسبهم، تراجعا في الذوق الفني، وتحولا في مضمون فن الراب، الذي كان يُعد في السابق صوتا لمعاناة المهمشين في الأحياء الشعبية، لكنه اليوم بات يروج، وفق تعبيرهم، لرسائل تطبع مع تعاطي المخدرات و”التشمكير”، مما يشكل خطرا على فئات شابة ما تزال تبحث عن قدوة.