مكتب السياحة يعلن عن اتفاقية لإنتاج محتوى رقمي ترويجي بقيمة تقارب 4 مليار سنتيم.

أعلن المكتب الوطني المغربي للسياحة عـن طلــب عــروض دولي متعلق بشراء إنتاج أو إنتاج مشترك لمحتويات للتوزيع على وسائل التواصل الاجتماعي، ومنصات المكتب الموجهة للسياحة الدولية، بمبلغ يقارب 4 ملايير سنتيم (37 مليون و362 ألف درهم).
وأفاد المكتب، وفق وثائق الصفقة التي اطلعت عليها جريدة “مدار21″، أن فتح الأظرفة المتعلقة بطلب العروض سيتم يوم الثلاثاء 02 شتنبر 2025 بمقر المكتب الوطني المغربي للسياحة.
وحول سياق طلب العروض، أشار المكتب إلى أنه من أجل أداء مهامه المتعلقة بالترويج وتعزيز إشعاع المغرب عبر العالم، أصبح على المكتب “التواصل مع جمهور واسع ومتنوع، يشمل: السياح المحليين والدوليين، الفاعلين المؤسساتيين، منظمي الرحلات، صنّاع التجارب، وكالات الأسفار، شركات الطيران، وهيئات القطاع السياحي… إلخ”، مضيفا أن “هذا التنوع والتعقيد في منظومة المكتب الوطني يستلزم وضع قنوات تواصل فعالة ومعروفة لدى مختلف المتدخلين”.
وأورد المكتب أنه في هذا السياق ضمن “استراتيجيته التواصلية خطةً لإنتاج محتويات خاصة (نصوص، صور، فيديوهات) تُغطي مختلف المواضيع والوجهات السياحية الواردة في خارطة الطريق السياحية في أفق سنة 2026، وذلك بهدف إبراز العرض السياحي المغربي من جهة، وبناء بنك محتويات غني، متجدد وقابل للتطوير من جهة أخرى”.
وتابع بأنه أطلق استراتيجية تواصلية مبنية على معرفة دقيقة بأسواقه المستهدفة، وذلك انطلاقًا من دراسات سوق معمقة أنجزت على مدى السنوات الثلاث الأخيرة، مضيفا أت هذه المقاربة أثمرت “استثمارات كبيرة في حملات تواصلية رقمية وغير رقمية، مكنت من الارتقاء بالتموقع في ثلاث مجالات رئيسية: التواصل الدولي، التواصل الوطني، والتواصل المؤسساتي، بهدف تجديد صورة المغرب كبلد ديناميكي، عصري، وغني بالتجارب”.
وأفاد، وفق دفتر تحملات الصفقة، أنه “في ظل التحول المتسارع للقنوات الرقمية وتطور وسائل التأثير والتوصية، أصبح من الضروري تعزيز هذا التوجه بإنتاج محتويات رقمية حديثة، تواكب التوجهات الراهنة وتضمن جذب انتباه المستخدم لأطول فترة ممكن”، مضيفا أنه لمواكبة هذه الدينامية، اعتمد المكتب مقاربة جديدة على شبكات التواصل الاجتماعي من خلال إعادة هيكلة شاملة للنظام الرقمي، تشمل تحديث الحسابات الحالية وفتح أخرى جديدة.
وتهدف هذه المقاربة، حسب المصدر ذاته، إلى “تكثيف وتيرة النشر بشكل يتماشى مع خصوصيات كل منصة وسوق، وتحسين جودة المحتوى البصري وتشجيع تفاعل المجتمعات الرقمية، وتكييف القصص والمحتويات حسب طبيعة المنصة (فيديوهات قصيرة، صور جذابة، لغة موجزة…)، وإنتاج محتوى بالشراكة مع مؤثرين محليين ودوليين من الأسواق المستهدفة.
وتُبنى هذه الاستراتيجية، وفق ما أكده المكتب، على معطيات الرصد الرقمي (e-listening) والدراسات الميدانية، مما يُمَكّن من مواءمة المحتوى مع خوارزميات المنصات وتحقيق أداء فعّال ومستمر. ويتعلق الأمر بمنصات فيسبوك وإنستغرام وتيك توك ويوتيوب وبينتريست وثريدز، مشيرا إلى أنه يمكن إنشاء أو حذف حسابات إضافية باتفاق مع الجهة المنفذة وفقًا لتطور التوجهات والخوارزميات.
وأبرز المكتب أن إنتاج المحتوى يجب أن يأخذ بعين الاعتبار ما حددته خارطة الطريق السياحية للمغرب في أفق 2026 من نهج لتثمين 9 سلاسل سياحية موضوعاتية (منها 7 موجهة للسياح الدوليين) و5 سلاسل عرضية، مع التركيز على عدد من الوجهات الرئيسية التي يجب إعطاؤها الأولوية.
واعتبر المكتب أن هذه السلاسل تشكل العمود الفقري لرؤية المكتب الوطني المغربي للسياحة في الترويج للمغرب كوجهة سياحية. وينبغي أن تتمحور جميع المحتويات المنتجة، بغض النظر عن الوسائط المستعملة، حول هذه السلاسل.
وتضم السلال مغامرات البحر، والطبيعة والتنزه، وأنشطة الثقافة، المهرجانات، والأنشطة الترفيهية بالمدن، وسلسلة البحر والشمس، وسلسلة الصحراء والواحات والمغامرات، وسياحة الأعمال والفعاليات، والجولات الثقافية.
هذا ما استحضار السلاسل العرضية المتعلقة بالطبخ والمنتجات المحلية، والإيواء البديل الذي يشمل الرياضات ودور الضيافة..، وكذا المهرجانات والمواسم، والحرف والصناعات التقليدية، والتنمية المستدامة:
وبخصوص الأسواق المستهدفة، اعتمد المكتب الوطني المغربي للسياحة ثلاث مستويات من الأسواق الدولية ذات الأولوية، بينها الأسواق الإستراتيجية التي تضم فرنسا، إسبانيا، ألمانيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، الصين. تمثل حصة كبيرة من الوافدين السياحيين وتوفر إمكانات نمو عالية.
إضافة إلى اعتماد الأسواق الواعدة والتي تضم بلجيكا، هولندا، إيطاليا، الدول الإسكندنافية، دول الخليج. وتتطلب جهودًا إضافية لتحويل الاهتمام إلى زيارات فعلية. والأسواق في طور النمو والتي تشمل روسيا، البرازيل، المكسيك، إسرائيل، وبعض دول إفريقيا جنوب الصحراء. وتتطلب حملات توعية وجهودًا تواصلية أكبر.