جهات تُعبر عن انزعاجها من استئناف معرض الكتاب المستعمل وانتقادات بشأن القرصنة

دخل معرض الكتاب المستعمل بالدار البيضاء أسبوعه الأخير وسط زخم برنامج ثقافي غني يُصاحب نشاط تجارة الكتب، بأسعار تبدأ من 10 دراهم، مع مشاركة حوالي 30 عارضاً؛ وذلك بعد احتجاب دام 5 سنوات. وفي وقت ثمن الكثيرون هذه العودة لمتنفس ثقافي هام للعاصمة الاقتصادية، وُجهت انتقادات كثيرة للمعروض وخاصة لانتشار الكتب المقرصنة وكتب التنمية الذاتية.
ولاحظ العديد من زوار المعرض أن أغلب العارضين يقترحون كتباً غير أصلية؛ وهي كتب رديئة الجودة من حيث الطباعة والإخراج والورق.. علاوة على كونها تمثل انتهاكاً لحقوق المؤلفين والناشرين الأصليين، وتكبدهم خسائر مالية جسيمة تضر بسوق الطباعة والنشر.
غير أن هذه النسخ تباع بأثمنة في المتناول مقارنة مع نظيرتها الأصلية، التي قد تتجاوز أسعارها 100 درهم، في حين يمكن اقتناء كتاب مقرصن بـ25 إلى 30 درهماً؛ دون أن ينتبه المشتري على الأرجح للفرق بينهما إذا لم يكن له باع طويل مع القراءة وشراء الكتب.
وفي هذا الصدد أوضح مسؤول عن المعرض لصحيفة “مدار21″ أنّ الأمر يتعلق بـ”انتقادات موجهة من قبل من أزعجتهم عودة المعرض؛ وخص بالذكر تجار الكتب الجديدة وأصحاب المكتبات الذين يرون في معرض الكتاب المستعمل منافساً لهم”.
واعتبر أن مجرد عودة المعرض بعد سنوات من الغياب، ولا سيما بعد فقدان العاصمة الاقتصادية المعرض الدولي للنشر والكتاب لصالح الرباط كذلك، يُعد مكسباً كبيراً للثقافة في مدينة الدار البيضاء وينبغي دعمه وتشجيعه لا محاربته بالشائعات.
واعتبر أن المعرض يقدم فرصة ذهبية لكسب قراء جدد؛ ذلك أن “القدرة الشرائية للمغاربة خاصة في ظل التضخم والغلاء في أسعار المواد الأساسية تضررت، وجعلت من شراء الكتب، الذي كان نشاطاً ضعيفاً في الأزمنة العادية، يتحول إلى ترف اجتماعي؛ بحيث لا يستطيع أغلب القراء اقتناء كتب تفوق أسعارها 100 درهم وأغلبهم من الطلاب والتلاميذ”.
“لذلك يعتبر معرض الكتاب المستعمل بديلاً حقيقياً لإنعاش فعل القراءة، والذي يعد أساسياً في نهضة الأمم والشعوب وبدونه يفقد الإنسان إنسانيته”؛ يؤكد المتحدث.
وتجري بمدينة الدار البيضاء فعاليات المعرض الوطني للكتاب المستعل في نسخته 13، ويُنتظر أن تمتد فعاليات المعرض على مدى أسبوعين ابتداءً من اليوم الخميس 26 يونيو إلى غاية 10 يوليوز 2025، بتنظيم من جمعية “نادي القلم المغربي”، وبتنسيق مع مقاطعة الفداء بالدار البيضاء.
المعرض الذي كان ينظم في السابق بساحة السراغنة، القلب النابض لحي درب السلطان التاريخي، سينتقل اليوم إلى شارع موديبوكيتا أمام إعدادية الغزالي، وقد اختير له شعار: “الكتاب المستعمل… ذاكرة تتحدى النسيان “.
ويعرف المعرض علاوة على النشاط التجاري ندوات وموائد مستديرة فكرية وثقافية وتوقيعات لعدد من الإصدارات الحديثة في مجال الكتاب المغربي.