نائبة تحذر من ازدياد ظاهرة التسول الإلكتروني وتطالب بسرعة تدخل الحكومة

انتقدت النائبة البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة، نادية بوزندوفة، تنامي ظاهرة التسول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرة أنها أصبحت تمثل سلوكا مقلقا يستدعي تدخلا عاجلا من الحكومة للحد من آثارها السلبية على المجتمع.

وأشارت بوزندوفة، في تصريح لجريدة “مدار21″، إلى أن هذه الظاهرة المشينة شهدت انتشارا واسعا خلال السنوات الأخيرة، ما يستوجب تبني مقاربات استباقية وزجرية من طرف الحكومة للتصدي لها، ووصفتها بـ”الخطيرة” لما تسببه من تأثير سلبي على مختلف الفئات، بما في ذلك الشباب والأطفال.

وأضافت بوزندوفة أن وسائل التواصل الاجتماعي خُلقت لأغراض نبيلة كالتكوين والترفيه وتبادل الخبرات، وليس لتُستغل كمنصات للتسول وطلب المساعدة بطرق غير مشروعة.

وأكدت المتحدثة ذاتها أن هذه الممارسات أصبحت تعتمد على أساليب مبتكرة، يُوظفها البعض كمصدر دخل غير مراقب، مما يزيد من خطورة الظاهرة وتبعاتها، داعية الحكومة إلى التدخل لوضع إطار قانوني واضح وفعال لمحاصرتها والحد من انتشارها.

وفي ظل اتساع هذه الظاهرة، تتصاعد الأصوات المنادية بوضع إطار قانوني صارم يميز بين المحتوى الاجتماعي الإنساني وبين التسول المقنع الذي يتخفى وراء القصص المؤثرة، إذ أصبحت منصات التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة مسرحا جديدا لمظاهر التسول.

ويعمد بعض الأشخاص إلى عرض حاجاتهم الشخصية وطلب الدعم المالي بطرق متكررة ومكشوفة، مما يخلق موجة من الجدل حول الأبعاد الأخلاقية والاجتماعية لهذه الممارسة الرقمية، ويرفع القلق من تطبيع هذا السلوك، خاصة في ظل غياب مراقبة أو تأطير قانوني واضح.

ويتفنن البعض في تقديم أنفسهم كضحايا لظروف قاهرة، مستغلين التعاطف الإنساني عبر المحتوى المؤثر، دون أن يكون هناك تحقق من صدقية تلك الحالات.

وفي الوقت الذي خُلقت فيه شبكات التواصل لتبادل المعرفة وبناء المجتمعات الرقمية الفعالة، أصبحت بعض الحسابات تستغل هذه المساحات لغرض التسول، ما يحولها إلى منصات للتربح السهل وغير المقنن.

ولا تقتصر هذه السلوكيات على مقاطع تُنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي تطلب الدعم المالي، بل وجدت في السنوات الأخيرة موطئ قدم بارز على منصة “تيك توك”، التي تشهد إقبالا واسعا، خاصة من طرف فئات غير متمدرسة أو ممن يفضلون كسب المال بسهولة، من خلال فتح بثوث مباشرة وطلب المساعدة من المتابعين.