نقيب الفنانين ينبه من “انحدار المحتوى التلفزيوني” بعد عرض حفلة “طوطو”

نقيب الفنانين ينبه من “انحدار المحتوى التلفزيوني” بعد عرض حفلة “طوطو”

أيد نقيب الفنانين، أيوب ترابي، دخول بعض الأحزاب السياسية على خط الجدل المتعلق بـ”بث القناة الثانية سهرة لطوطو”، والتي تضمنت كلمات خادشة للحياء، ومراسلتها للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا)، معبرا عن رفضه لتطبيع قناة مغربية رسمية مع سلوكيات غير أخلاقية تساهم، بحسب تعبيره، في هدم القيم وتدمير الناشئة.

واستنكر الأمين العام للنقابة المهنية لحماية ودعم الفنان في تصريح خص به جريدة “مدار21″، إقدام قناة عمومية على بث محتوى يتضمن عبارات غير لائقة، في ظل وجود لجنة مختصة داخل القناة تُعنى بتفحص جميع البرامج والمحتويات، خاصة وأنها موجهة لمختلف الفئات العمرية، بما فيها الأطفال والمراهقون.

ودعا نقيب الفنانين مغنيي الراب إلى مراعاة مصلحة البلاد ومستقبلها، والعمل على إنتاج أغانٍ بمستوى فني لائق، بعيدا عن الألفاظ المنحطة، مؤكدا أن “الكلمات السوقية لا تصنع النجومية”، على حد تعبيره.

ورغم انتقاده، لم يُنكر ترابي أن طوطو يمثل ظاهرة فنية لدى جيل اليوم، وحقق أرقاما قياسية من خلال أغانٍ اجتماعية تسلط الضوء على هموم الشباب ومشاكلهم اليومية.

وذكّر ترابي بأن النقابة كانت سباقة إلى تأسيس قطب خاص بـ”الموسيقى الحضرية”، يضم حاليا أكثر من 56 مغني راب، مؤكدا أن النقابة تدعم هذه الفئة وتدافع عن حقوقها، شريطة أن تكون مشروعة وتلتزم بالضوابط.

وأضاف ترابي: “دورنا يتجلى في توعية مغنيي هذا النمط الموسيقي بعدم تجاوز الخطوط الحمراء، والمقصود بها احترام المقدسات الوطنية، وعدم المس بالشعب المغربي باعتباره شعبا مسلما، والحرص على حماية الناشئة، لأنها فئة حساسة قد تتأثر سلبا بهذا النوع من الموسيقى، سواء في أسلوب الحديث أو المظهر أو السلوك، وهو ما يشكل خطورة حقيقية”.

وكانت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) توصلت، يوم الأربعاء 2 يوليوز 2025، بشكاية تتعلق بشبهة خرق القناة الثانية (2M) لمقتضيات دفتر التحملات الخاص بها.

وجاء في نص الشكاية، التي حصلت جريدة “مدار21” على نسخة منها، أن القناة الثانية بثت، مساء الثلاثاء 1 يوليوز 2025، ابتداء من الساعة 23:05، سهرة من سهرات مهرجان “موازين”، ظهر خلالها شخص بلباس غريب يحمل كلمة “Salgot” تتوسطها نجمة العلم المغربي، كما قام بترديد عبارات نابية، محرضا الجمهور على ترديدها معه.

واعتبرت الشكاية أن هذا السلوك يُعد إخلالا صريحا بمقتضيات دفتر التحملات، خاصة الفقرة الثالثة من المادة الثالثة، التي تنص على احترام القيم الأخلاقية والمجتمعية.

وأشارت الشكاية إلى أن الهيئة التي ظهر بها الشخص المعني فوق المنصة، بالإضافة إلى الألفاظ التي صدرت عنه، تشكل تهديدا للسلامة الأخلاقية والنفسية للجمهور، وتمس بالكرامة الإنسانية وبالأخلاق العامة.

وفتح الإقبال على سهرة مغني الراب “طوطو” في مهرجان موازين، باب النقاش مجددا حول التحولات التي يعرفها فن الراب في المغرب، إذ أثار عرضه على منصة “السويسي” ضمن فعاليات مهرجان موازين، الجدل بين مؤيد يعتبره تجديدا في الساحة الفنية، ومعارض يرى فيه تهديدا للذوق العام.

وتمكن “طوطو” من تحقيق سابقة تاريخية باعتلائه منصة السويسي، كأول فنان مغربي يقدم عرضه الرئيسي عليها، مستقطبا جمهورا غفيرا، غالبيته من فئة الشباب والمراهقين، غير أن هذا الحضور الكثيف اعتبره البعض مؤشرا على شعبيته الواسعة، فيما رآه آخرون مقلقا لما يعكسه من تغير في الذوق الفني العام.

ورغم تقديمه لأغانيه بتقنية “البلاي باك”، تفاعل الحضور بشكل كبير مع عرضه، مرددين كلماته، على الرغم من احتواء بعضها على ألفاظ نابية، مما جلب انتقادات موجهة ليس فقط لطوطو، ولكن أيضا لمهرجان موازين الذي يُفترض أن يكرس قواعد فنية رفيعة، بحسب نشطاء.

وانقسمت الآراء حول هذه الظاهرة، إذ يرى منتقدون أن طوطو ليس “موهبة فوق العادة” في فن الراب، والذي كان في وقت سابق يشكل صوتا لمعاناة المهمشين بالأحياء الشعبية، ليصبح اليوم في نظرهم يُجسد موجة انحدار فني وقيمي، يتضمن رسائل تشجع على تعاطي المخدرات وتروج لما يصفونه بـ”التشمكير”، ما يشكل خطرا على فئات شابة تبحث عن قدوة أو مسار تعبيري، وفقهم.

وفي المقابل، يرى مدافعون عنه أنه فنان يمتلك مقومات احترافية عالمية، واستطاع أن يقدم عرضا مبهرا يضاهي عروض كبار الفنانين العالميين، مؤكدين أن ما يقوم به طوطو هو تطوير للراب، بأسلوبه الخاص الذي يجب أن يُحترم كجزء من تنوع الساحة الموسيقية، خصوصا وأنه يمثل المغرب في عدد من الملتقيات الدولية.

ويُرجع البعض بروز طوطو إلى ما يعتبرونه فراغا في ساحة الراب المغربي، بعد غياب أسماء بارزة مثل مسلم، البيغ، وفناير، الذين كانت رسائلهم تصل إلى مختلف شرائح المجتمع، في مقابل ظهور موجة جديدة تستهدف فئات عمرية محددة، وتحمل مضامين تعتبرها بعض الأصوات تجارية أكثر منها فنية أو فكرية.

ورضخت إدارة مهرجان “موازين إيقاعات العالم” لشروط المغني “طوطو”، بمنحه تأشيرة الغناء على منصة “السويسي”، بعدما كانت هذه المنصة محجوزة على مدار سنوات بشكل حصري للفنانين الأجانب.