خطر الحرارة على عمال البناء والزراعة يثير دعوات لوقف العمل عند 40 درجة مئوية

خطر الحرارة على عمال البناء والزراعة يثير دعوات لوقف العمل عند 40 درجة مئوية

أعاد ارتفاع درجات الحرارة القياسي في معظم المدن المغربية مطالب حماية العاملين في أوراش البناء أو الضيعات الفلاحية، باعتبارها فضاءات مفتوحة، من المخاطر التي يمكن أن تصيبهم جراء التعرض لأشعة الشمس الحارة لفترة طويلة، حيث طالبت المنظمة الديموقراطية للشغل بتعديل ساعات العمل وتعليقه في حالة تجاوز الحرارة عتبة الـ40 درجة.

وعرفت الأيام القليلة الماضية ارتفاع قياسي في درجات الحرارة، بلغ 47 درجة في بعض المدن، ما يؤكد أهمية إقرار إجراءات حمائية للعمال المشتغلين في الفضاءات المفتوحة والمعرضين لأشعة الشمس بشكل مستمر، لما تشكل هذه الأجواء الحارة من تهديد لصحة وسلامة هذه الفئة من الطبقة العاملة.

ويطالب المكتب التنفيذي للمنظمة الديمقراطية للشغل، وفق بلاغ توصلت جريدة “مدار21” الإلكترونية بنسخة منه، بتعديل ساعات العمل و تجنب العمل بين الساعة 10 صباحًا و4 مساءً، أو تعليقه عند تجاوز درجة الحرارة 40 درجة مئوية، مشددةً على ضرورة توفير بيئة آمنة وأماكن مظللة للراحة، ومياه شرب باردة، وملابس وقائية (خفيفة وفاتحة اللون).

الأمين العام للمنظمة الديمقراطية للشغل، علي لطفي، قال إنه “لابد من تضمين هذه الإجراءات في فصول مدونة الشغل”، مشيراً إلى أن “المادة 24 تنص على حماية السلامة والصحة المهنية في أوراش العمل، وهذه مقتضيات ذات طابع عام، ولا علاقة لها بالإجهاد الحراري الذي أصبح لابد من التنصيص عليها بحكم المتغير المناخي الذي أصبح يعيش على وقعه المغرب”.

وأضاف الفاعل النقابي، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن “استعجال إدخال هذه المقتضيات في مدونة الشغل يزداد أهمية في المغرب بالنظر إلى وضعية عمال البناء والمشتغلين في الضيعات الفلاحية الذين يشتغلون تحت أشعة الشمس مفرطة دون أدنى وسائل الوقاية”.

وسجل المصدر ذاته أن “الخطير في الأمر هو أن قطاع البناء والأشغال العمومية يشغل عدد من العمال الكبار في السن الذين يتعرضون، في غالب الأحيان، إلى أوضاع صحية مقلقة قد تصل حد الوفاة”، مبرزاً أن “هذه الأوراش تفتقد للظل وحتى إلى مياه بادرة تروي عطش العاملين”. 

وشدد المتحدث ذاته على أن “أوضاع مشابهة نجدها في الضيعات الفلاحية والمناجم التي يشتغل العاملين فيها تحت أشعة الشمس الحارقة”، مستدركاً أن “الأهم من هذا كله هو مسألة تعويض المتضررين من هذه الضربات الشمسية، خصوصاً أن معظمهم لا يستفيد من أي تغطية صحية، بحكم اشتغالهم دون عقود عمل وخارج القانون”.

وشدد المكتب التنفيذي للـ”ODT” على أن المخاوف تتزايد مع استمرار العمل في ظروف قاسية وفي مقدمتها درجات حرارة تتجاوز 45 درجة مئوية وساعات عمل طويلة وغياب فترات راحة كافية في أوراش البناء والمشاتل الزراعية وجني المحاصيل طيلة النهار وتحت الشمس المحرقة، فضلا عن معاناة العاملين في القطاع غير الرسمي.

ودعت النقابة ذاتها إلى تطوير النصوص التشريعية بمدونة الشغل الوطنية تلزم بتوفير الوقاية خلال موجات الحر وتفعيل التفتيش الميداني وحماية العمال غير المسجلين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، مشددةً على إقرار عقوبات رادعة و غرامات ضد المخالفين، وتعويض العمال المتضررين وفرض الانخراط في الحماية الاجتماعية والتأمين الصحي والحق في تقاعد والتأمين ضد حوادث الشغل والأمراض المهنية بما فيها الإجهاد الحراري وضربة الشمس.