أوزيان يسلط الضوء على قيمة فعاليات “مراكش عاصمة الشباب الإسلامي”

أوزيان يسلط الضوء على قيمة فعاليات “مراكش عاصمة الشباب الإسلامي”

خص مدير فعاليات “مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي 2025″، محمد أوزيان، وكالة المغرب العربي للأنباء بحديث على هامش مشاركته في منتدى “شباب العالم الإسلامي: تحديات ما بعد جائحة كورونا”، المنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس.

وأكد أوزيان، بهذه المناسبة، أن اختيار مراكش لاحتضان هذه الفعاليات جاء استجابة لشروط مسطرية دقيقة وضعتها منظمة التعاون الإسلامي، ومنتدى شباب التعاون الإسلامي، مبرزا التحديات التي تواجه شباب العالم الإسلامي وسبل تجاوزها، وكذا إسهام المغرب ودوره في تعزيز حضور الشباب وقدرته على مواجهة الأزمات.

1- ما الذي يؤهل مدينة مراكش لتكون عاصمة لشباب العالم الإسلامي 2025؟

هذا الاختيار جاء استجابة لشروط مسطرية دقيقة ومحددة من قبل منظمة التعاون الإسلامي، ومن طرف منتدى شباب التعاون الإسلامي. حينما تم إيداع ملف الترشيح، كانت مراكش، بما تزخر به من زخم تراثي وحضاري، لا تمثل فقط ترشيحا قويا، بل استثنائيا وفوق العادة.

وقد حظي هذا الترشيح بالإجماع من طرف المكتب التنفيذي لمنتدى شباب التعاون الإسلامي، وذلك بناء على توصية من منظمة التعاون الإسلامي، حيث تم قبول الملف بكامله، من حيث الشكل والمضمون.

2- ما الذي يميز برنامج هذه الفعاليات؟ وكيف سيسهم في إيجاد إجابات لمختلف قضايا شباب العالم الإسلامي الراهنة؟

يتضمن البرنامج المعتمد ضمن فعاليات “مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي 2025” سلسلة من الأنشطة المتنوعة، تشمل ندوات ودورات تكوينية ومؤتمرات، تستجيب لحاجيات الشباب وتطلعاتهم.

أولى الفعاليات كانت تنظيم منتدى “شباب العالم الإسلامي: تحديات ما بعد جائحة كورونا”. فالجائحة خلفت آثارا مهمة على فئة الشباب، سواء على المستوى النفسي، أو في ما يتعلق بإدماجهم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، فضلا عن تأثيرها الواسع على مختلف مناحي الحياة.

ويهدف المنتدى إلى خلق فضاء للتفكير الجماعي من أجل صياغة توصيات واقتراحات عملية من شأنها تمكين الشباب والنهوض بأوضاعهم في مختلف المجالات المتاحة. وهو مناسبة أيضا لعرض التجربة المغربية في تدبير تداعيات الجائحة، إلى جانب استحضار تجارب مقارنة لمختلف الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي المشاركة في هذا البرنامج.

وسيتم اختتام هذه الفعاليات بتنظيم حوار شبابي إفريقي-إسلامي مفتوح حول الديمقراطية والسلم والأمن. وقد انطلق برنامج الفعاليات من موضوع يحمل أبعادا اجتماعية واقتصادية، بما يعزز تبادل الخبرات والرؤى لصياغة مجموعة من المشاريع الآنية التي يمكن أن تسهم في تجاوز مظاهر الأزمة.

3- كيف تعزز مثل هذه التظاهرات إشعاع المغرب ودوره كمنصة لحوار الثقافات والحضارات ومناقشة القضايا الراهنة، لا سيما تلك التي تهم الشباب؟

لقد أصبحت المملكة المغربية فضاء مفتوحا ومنصة مرجعية لاحتضان كبرى التظاهرات الدولية، لذلك أجد أن بلادنا قد تجاوزت بالفعل مرحلة إثبات قدرتها على التنظيم، لتنتقل إلى موقع الريادة في الإشعاع الدولي على مستوى التنظيم. لقد أضحت المملكة رقما صعبا وفاعلا مرجعيا في هذا المجال.

وبخصوص موضوع الشباب، فهو من بين القضايا ذات الأولوية على أجندة مختلف المنظمات الدولية، باعتباره مدخلا مركزيا لقراءة وتقييم السياسات العمومية التي تعتمدها مختلف الدول. في هذا الإطار، فإن مبادرة “مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي” تشكل محطة أساسية لتقديم رؤية جماعية حول دور الشباب في صياغة السياسات العمومية، وتعزيز تموقعهم الفاعل في مسارات التنمية داخل مجتمعاتهم.

4- كيف تسهم مختلف المبادرات الدولية والإقليمية التي ينخرط فيها المغرب، تحت قيادة جلالة الملك، في إشراك الشباب في مجابهة التحديات الراهنة التي يواجهها العالم اليوم؟

أعتقد أن المبادرة الملكية الأطلسية تعد من النماذج الرائدة في ما يتعلق بإشراك مختلف الفاعلين، وفي مقدمتهم الشباب. وقد تمت الإشادة بهذه المبادرة، مؤخرا خلال آخر اجتماع لتجمع دول الساحل والصحراء المنعقد بطرابلس، في ليبيا، حيث تم التنويه بها باعتبارها من الآليات المؤسساتية التي تحقق تقاطعات إيجابية بين رؤى الشباب وتعزز مكانتهم الوطنية.

إن مثل هذه المبادرات الملكية، إلى جانب الأجندات الحكومية المنفذة في مجال الشباب، لا تشكل فقط آليات داعمة، بل تعتبر رافعة استراتيجية حقيقية لإبراز إشعاع المملكة المغربية على المستويين الإقليمي والدولي. فقضايا الشباب من أبرز المجالات التي باتت تستقطب الكثير من التدخلات والرؤى والأفكار، ما يتطلب تأطيرا وتجويدا مستمرين.