حسبان: الرجاء ليست للبيع وعشر إدارات خلال فترة قصيرة تبتعد بالمستثمرين

في أول خروج إعلامي له منذ إعلانه الترشح رسميًا لرئاسة نادي الرجاء الرياضي، كشف الرئيس الأسبق للنادي، سعيد حسبان، عن تفاصيل دقيقة تخص مشروعًا استثماريًا ضخمًا كان على وشك توقيعه خلال فترة رئاسته السابقة، موجّهًا اتهامات لأطراف داخلية في النادي بمحاولة إفشال المشروع وتشويه سمعته، واصفًا ذلك بأنه “سلوك لا يليق بتاريخ الرجاء ولا بجماهيره”.
وخلال ندوة صحفية عقدها يوم الثلاثاء، شدّد حسبان على تمسكه بحقه في العودة إلى رئاسة النادي، مؤكدًا أن التنافس على قيادة الرجاء ينبغي أن يظل شريفًا، في إطار من الاحترام المتبادل بين جميع المرشحين، مضيفًا: “لم نُهن أحدًا، وكنا ندافع عن مصالح الرجاء بهدوء وبنية صادقة”.
وكان أكثر ما أثار الاهتمام في تصريحاته، حديثه عن مشروع استثماري وصفه بـ”النموذجي”، كان من المنتظر أن يضخ نحو 15 مليار سنتيم في خزينة النادي.
لكن المشروع، وفقًا لروايته، تعرض لإفشال ممنهج من داخل البيت الرجاوي، بعدما سارع بعض الصحفيين والمنخرطين، دون أن يذكر أسماءهم، إلى التواصل مع المستثمر دون علمه، محاولين إقناعه بعدم التعاون معه.
وقال حسبان: “اسم الشركة ورقمها تسببا في انقسام داخل الأسرة الرجاوية، حتى أن بعض الأشخاص راسلوا المستثمر برسائل يقولون فيها: تعال إلى الرجاء لكن بدون حسبان”. وكشف أنه يحتفظ بأدلة مكتوبة ورسائل إلكترونية تؤكد هذه المراسلات.
ونفى حسبان بشدة أن يكون المستثمر وهميًا، قائلاً: “قدّم لنا كل الضمانات، بل حتى شيكًا ماليًا. أنا متأكد من جدية الشركة، ولم تكن تلك وعودًا فارغة أو حديثًا عابرًا، كنا على وشك توقيع عقد رسمي، لكن لم يُمنح لي التفويض اللازم للمضي قدمًا”.
وأوضح أن المشروع لم يكن مجرد عقد إشهار، بل شراكة استراتيجية مع مستثمر كان يعتزم ضخ رأسمال مهم في إطار إعادة هيكلة الرجاء كمؤسسة رياضية حديثة. وأضاف: “رأس المال يخشى المجازفة في بيئة غير مستقرة، وأنا أؤمن أن الرجاء تستحق ما هو أكثر من دعم مالي ظرفي، بل مؤسسة قوية وشركاء استراتيجيين”.
وأكد حسبان قناعته بضرورة تحول الرجاء إلى شركة رياضية، معتبرًا أن الاستمرار بصيغة الجمعية لم يعد مناسبًا، قائلاً: “من غير المعقول أن يتم تغيير عشرة رؤساء خلال بضع سنوات فقط، المستثمرون يهربون من عدم الاستقرار، ولابد من هيكلة واضحة وحكامة رشيدة تحمي مصالح النادي”.
ورفض اتهامه بعرقلة بعض المبادرات، موضحًا: “لم أُعرقل أي مشروع، لكنني أرفض الخطاب الاستفزازي الذي يزعم أن عدم فوز حسبان يعني ضياع الفرصة. الرجاء ليست غنيمة، بل مسؤولية”.
وختم حسبان حديثه بتوضيح خلفيات شعاره الانتخابي “الرجاء للرجاويين”، مؤكدًا أنه لا يحمل أي نزعة إقصائية، بل دعوة للحفاظ على هوية النادي، وحمايته من “المغامرين والانتهازيين”، على حد تعبيره. وقال: “هناك من يقتحم النادي فقط لأنه يرى فيه فرصة تجارية، ونحن نقول إن الرجاء تحتاج أبناءها الحقيقيين، الذين يتشاركون معاناتها وأفراحها، لا من يسعون إلى الربح السريع على حساب اسم النادي”.