المغرب يكوِّن 770 مدرباً في مجال الذكاء الاصطناعي من مناطق متعددة

المغرب يكوِّن 770 مدرباً في مجال الذكاء الاصطناعي من مناطق متعددة

أكدت أمل الفلاح السغروشني، الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أن الوزارة شرعت فعليًا في إعداد الإطار القانوني والتشريعي المرتبط بالرقمنة، من خلال إطلاق مقترحات أولية ضمن برنامج “إدارتي”، الذي يُعدّ ركيزة أساسية لبناء إدارة رقمية حديثة وفعالة في المغرب.

وأبرزت أمل الفلاح السغروشني، في كلمة لها خلال عشاء تحضيري للمناظرات الوطنية حول الذكاء الاصطناعي، الجمعة، أن هناك فراغًا تشريعيًا في عدد من الجوانب المرتبطة بالتحول الرقمي، خاصة تلك المتعلقة بحماية الأطفال على الإنترنت ومحاربة الأخبار الزائفة، مشددة على أن هذه القضايا لم تعد تهم جهة دون أخرى، بل باتت قضية مجتمعية شاملة تهم الجميع دون استثناء.

وفي هذا الإطار، شددت الوزيرة على أهمية التحسيس المبكر، مشيرة إلى أن وزارتها تعمل بشراكة مع المؤسسات التعليمية على إعداد برامج تربوية موجّهة للأطفال في مراحل التعليم الأولى، من أجل رفع وعيهم بالمخاطر المرتبطة بالاستخدام غير الآمن للإنترنت، والتعامل الواعي مع المحتوى الزائف والمعلومات المغلوطة.

كما أعلنت الوزيرة عن إطلاق مبادرة حكومية طموحة تهدف إلى تكوين 770 مؤطرًا في مجال الذكاء الاصطناعي، سيُكلَّفُون لاحقًا بمهمات تحسيسية وتوعوية داخل دور الشباب بمختلف جهات المملكة. 

وأوضحت المسؤولة الحكومية أن هذه المبادرة تتم بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات، التي تتميز بخبرة أكاديمية معتبرة في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.

وأضافت أن المؤطرين تم اختيارهم من مختلف أقاليم المغرب، وليس فقط من الحواضر الكبرى كالعاصمة الرباط أو مدينة الدار البيضاء، بل شملت العملية مناطق ككلميم وتادلة وأكادير، ضمانًا للعدالة المجالية في الاستفادة من هذه البرامج.

وذكرت السغروشني أن المؤطرين يخضعون حاليًا لتكوين نظري وعملي، سيتم تتويجه بإرسالهم إلى دور الشباب التي ينحدرون منها، لنقل المعارف والخبرات إلى الشباب المحلي، مبرزة أن هذه المرحلة تندرج في إطار التحسيس، على أن تتلوها لاحقًا مرحلة التكوين التخصصي المعمق.

من جهة أخرى، شددت الوزيرة على أن الحكومة تولي اهتمامًا خاصًا بإشراك الجامعة العمومية في ورش الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن الأمر لا يتعلق بحضور صوري أو رمزي، بل بمساهمة علمية وأكاديمية حقيقية. 

وقالت في هذا السياق: “نحن واعون تمامًا بأهمية الجامعة العمومية، ولذلك نظمنا جلسة موسعة جمعت رؤساء الجامعات، ضمن لقاء مستقل، للاستماع إليهم ومنحهم الفرصة لتقديم مقترحاتهم بشأن مستقبل الذكاء الاصطناعي في المغرب”.

وأشارت السغروشني إلى أن هذا التفاعل يعكس وعي الحكومة بأهمية الاستثمار في الذكاء الجماعي، قائلة: “لا نبحث فقط عن حلول جاهزة في مجال الذكاء الاصطناعي، بل نطمح إلى استثمار طاقات وخبرات 2000 مشارك في المناظرة المقبلة، لتجميع انتظارات المغاربة وتوجيه الرؤية الوطنية في هذا المجال الواعد”.