شبكة: تهديد سم العقارب يدفعنا للعودة إلى تصنيع الأمصال محلياً

أعاد ارتفاع درجات الحرارة وما يرافقه من انتشار للعقارب والزواحف السامة، خصوصا في البوادي المغربية، مطالب مدنية بتوفير الأمصال الضرورية لتأمين علاجات لسعات العقارب في جميع المستشفيات والمراكز الصحية والعودة لإنتاج المحلي لهذه الأدوية.
وتزداد أهمية توفير الأمصال باستحضار حالات الوفيات التي تترتب عن الإصابات بلسعات العقارب والكائنات السامة، حسب الأرقام التي اقتبستها الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة من المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، بالإشارة إلى أن عدد لسعات العقارب يتجاوز 24 ألف حالة سنويًا، تتسبب في وفاة ما بين 80 و 90 حالة سنويًا، معظمهم من الأطفال وكبار السن.
وشدد المصدر ذاته على ضرورة توفير الأمصال الضرورية: يجب تأمين الأمصال اللازمة لعلاج لسعات العقارب في جميع المستشفيات والمراكز الصحية، الحضرية والقروية على حد سواء، مؤكدةً أهمية إعادة تفعيل إنتاج الأمصال الوطنية من خلال إعادة فتح وحدة إنتاج الأمصال في معهد باستور بالدار البيضاء وتأهيل فروعه، وتخصيص ميزانية كافية لتطوير البحث العلمي في مجال السموم وإنتاج الأمصال واللقاحات الوطنية، بما يضمن تحقيق السيادة الصحية للمغرب.
وضمن جهود محاربة اللسعات القاتلة، أوصت الشبكة بإعادة هيكلة المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، مسجلةً أن الأمر يتطلب إعادة النظر في دور ومهام المركز، وتطوير أدائه بإنشاء فروع جهوية وربطها بالمجموعات الصحية الترابية، لتعزيز المراقبة الوبائية، وتطوير اليقظة الصحية، والمساهمة الفعالة في البحث العلمي المتعلق بالسموم. والحد من الترويج لمبررات لا تستند على دراسات علمية.
وفي الجانب الأكاديمي، أوضحت الشبكة أنه لابد من تشجيع البحث العلمي في علم السموم، داعيةً إلى إقامة أوراش بحثية متخصصة في علم السموم داخل كليات الطب والمراكز الاستشفائية والجامعية، وتشجيع الباحثين الشباب على إجراء الدراسات حول العقارب المحلية وإمكانية تصنيع أمصال مضادة لها، مع الاستفادة من التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي في استخلاص السموم وإنتاج الأمصال.
وفي ما يتعلق بتشخيص وضعية الإصابة بلسعات العقارب وحالة مخزون وإنتاج المغرب للأمصال، أوردت الشبكة أن لدغات العقارب تتزايد بحلول فصل الصيف حيث أصبحت تشكل مشكلة صحية حقيقية للمغرب وتهديدًا لحياة المواطنين، خاصة في المناطق النائية، مشيرةً إلى أنه هذا الواقع يأتي في وقت تتوفر فيه الحلول الفعالة عالميًا في الوقت الذي لا يزال المغرب يواجه تحديات كبيرة في توفير الأمصال المنقذة للحياة، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً من صناع القرار الصحي.
وبخصوص خطورة سم العقارب، أوردت الشبكة أنه يحتوي على عناصر سامة قد تسبب ارتفاعًا في ضغط الدم ومشاكل قلبية أو رئوية، وقد تؤدي إلى الوفاة إذا لم يتلق المصاب المصل المضاد للسم (Anti-venin) على وجه السرعة، مؤكدةً أن خطورة الوضع تتفاقم على الفئات الأكثر ضعفًا، كالأطفال وكبار السن، حيث يمكن أن تكون لدغة العقرب الأصفر، على سبيل المثال، قاتلة للأطفال الذين يقل وزنهم عن 20 كجم أو للمسنين.
وسجلت الشبكة عينها أن المغرب يتمتع بتنوع بيئي كبير يضم أكثر من 60 نوعًا من العقارب، أبرزها عائلتا “بوثيداي” والعقرب الأسود سميك الذيل، وهما من أخطر الأنواع، مشيرةً إلى أنه رغم هذا التنوع والانتشار، توقف إنتاج الأمصال المضادة لسموم العقارب في معهد باستور بالدار البيضاء منذ فترة طويلة، لأسباب “غير علمية” وفقًا للخبراء.
واقترح المصدر ذاته حلول مثبتة عالميًا، لافتةً في هذا الصدد إلى اعتماد الدول الرائدة في مواجهة سموم العقارب، مثل مصر والسعودية والإمارات وتونس وليبيا وتركيا، على إنتاج الأمصال المضادة للسموم محليًا، موردةً أن هذه الأمصال تعتبر فعالة جدًا في علاج لدغات العقارب السامة، خصوصًا إذا تم إعطاؤها في وقت مبكر بعد اللدغة.