13 عامًا بلا حلول: سكان “تزاغين” في بركان يطالبون بحقهم في المياه والكهرباء

على بعد كيلومترات قليلة من مدينة بركان، وعلى الطريق المؤدية إلى جماعة زكزل، يعيش العشرات من سكان دوار “بوكشو تزاغين” في عزلة قاسية، محرومين من أبسط مقومات العيش الكريم “الماء والكهرباء”، رغم مرور أكثر من 13 سنة على استقرارهم هناك بعقود موثقة ومساكن قائمة.
يقول أحد سكان الدوار لجريدة “مدار21” الإلكترونية: “منذ 2012، اقتنينا الأرض بشكل قانوني، ووثّقنا عقود البيع، ثم شرعنا في البناء.. لم يسبق لأي جهة أن حذّرتنا من أن المنطقة غير مخصصة للبناء، ولم يوقفنا أي مسؤول أو ينذرنا بوجود مخالفة”.
لكن بمجرد أن طالبت الساكنة بالربط بشبكتي الماء والكهرباء، جاء الردّ الصادم: “أنتم في منطقة غير مصرح بها للبناء”، بل أكثر من ذلك صدرت في حق بعض المساكن قرارات بالهدم، “دون مراعاة سنوات الاستقرار أو الوضع الاجتماعي”.
محاولات السكان لتدبير حلول مؤقتة لم تصمد بدورها، فقبل ثلاث سنوات، تمت إزالة “هونطونسيون” كان يُستخدم لتوصيل الكهرباء، وقيل لهم حينها إن الطريق الكبرى ستمرّ من الدوار، ويجب انتظار ما ستقرره السلطات، لكن لا الطريق نُفذت، ولا التيار عاد.
وحين لجأت الساكنة إلى نصب لافتة بسيطة تطالب بحقوقها، اعتُبر ذلك “تجاوزًا”، وطُلِب منهم إزالتها، ورغم تحركهم نحو السلطات المحلية، اصطدموا بردود وُصفت بالمستفزة، وتقول إحدى النساء: “القائد وجّهنا نحو رئيس جماعة زكزل، الذي استقبلنا بسخرية وقال: ما عندكمش الزهر!”
المشهد في الدوار لا يحتاج كثيرًا من الشرح، أسرٌ تعيش في بيوت مكتملة، لكنها بدون ماء ولا كهرباء، وتقول إحدى الأمهات: “أبيت مع ثلاث بنات في غرفة واحدة، وشقيقي يعيش مع ثلاث فتيات في نفس الوضع.. أي أم ترضى أن ينام أطفالها في الظلمة، ويُحرموا من أبسط الحقوق؟”
وتضيف بانفعال: “لا نطلب شيئًا مجانًا، نحن مستعدون للدفع، للامتثال للقانون، للقيام بكل ما يلزم… لسنا عشوائيين، ولسنا ضد القواعد القانونية، لكن نريد أن يُعاملنا المسؤولون مثل باقي المواطنين.”