السغروشني: الذكاء الاصطناعي يهدد الوظائف التي تفتقر إلى القيمة الإنسانية وعلينا التكيف معه

السغروشني: الذكاء الاصطناعي يهدد الوظائف التي تفتقر إلى القيمة الإنسانية وعلينا التكيف معه

أكدت أمل الفلاح السغروشني، الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أن الذكاء الاصطناعي يشكّل تهديدًا حقيقيًا للمهن التقليدية، مشيرة إلى أنه قد يطال أيضًا بعض جوانب الإنتاج كما نعرفها اليوم.

وأوضحت السغروشني، في كلمة لها خلال لقاء تحضيري للمناظرة الوطنية حول الذكاء الاصطناعي، الجمعة، أن بعض الشركات الكبرى في العالم، مثل “أمازون”، باتت تعتمد بشكل شبه كلي على الآلات والأنظمة المؤتمتة، وهو ما ينبئ بأن العديد من المهن المعرضة للزوال هي تلك التي لا تضيف قيمة إنسانية حقيقية أو مميزة.

وشدّدت على أن المطلوب اليوم هو تعديل منظومة التكوين، حتى يكون الشباب المغربي قادرًا على مواكبة التحولات السريعة التي يشهدها العالم في هذا المجال، مضيفة: “لا يمكننا الاستمرار في تكوين أبنائنا وفق نفس البرامج والأساليب، في وقت أصبح الذكاء الاصطناعي يقتحم مجالات متعددة، ونحن لم نعممه بعد بالشكل الكافي”.

وضربت المسؤولة الحكومية مثالًا بمجال مراكز النداء (Call Centers)، الذي قد يتأثر مستقبلاً بحلول روبوتات قادرة على التفاعل الصوتي مع الزبائن، وبأسلوب لغوي لطيف ولهجة واضحة، وهو ما أصبح واقعًا في عدد من الدول.

وتابعت الوزيرة قائلة: “يمكننا أن نمارس نوعًا من المقاومة ونتشبث بالمهن التقليدية، لكن الحقيقة أن الأنشطة التي لا نطورها محليًا، سيتم تنفيذها في مكان آخر بطريقة أكثر كفاءة، ولهذا، فنحن أمام خيار واحد: التكيف”.

وفي سياق متصل، شددت الوزيرة على أهمية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مجال الرياضة، خاصة أن المغرب مقبل على تنظيم كأس العالم 2030، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضطلع بدور محوري في تطوير الأداء الرياضي وتحسين مستويات اللاعبين والبنية التنظيمية.

وأعلنت السغروشني عن إطلاق برنامج وطني لتكوين 200 ألف شاب مغربي ينشطون في مجال كرة القدم، وذلك في مجال الذكاء الاصطناعي، بتعاون مباشر مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي يرأسها فوزي لقجع.

وأكدت أن هذا البرنامج تم الإعلان عنه رسميًا خلال الدورة الأخيرة من معرض “جيتكس إفريقيا” المنعقد في مراكش، مشيرة إلى أن الانتظارات كبيرة، ولكن نجاح البرنامج يتوقف على وضوح الرؤية وتوفر الإمكانات الكفيلة بتحقيق الأهداف المسطرة.

وفي ختام حديثها، أوضحت السغروشني أن الحكومة تعمل على إعداد خارطة طريق واضحة (Feuille de route)، تتضمن الأهداف التي يجب الوصول إليها، والوسائل المتاحة حاليًا، ومدى قابليتها للتطوير، مع إمكانية استقطاب شركاء جدد لتعزيز قدرات البلاد في هذا المجال.

وأشارت إلى الحاجة الملحة لتكوين مؤطرين ومهنيين متخصصين في الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن هذا لن يتحقق دون عقد شراكات استراتيجية مع دول أوروبية راكمت خبرة كبيرة في مجال التكوين التقني والتكنولوجي.