“وزارة برادة” تُحاصر المحتالين وتختبر نظام مراقبة رقمي في التعليم الاستدراكي

“وزارة برادة” تُحاصر المحتالين وتختبر نظام مراقبة رقمي في التعليم الاستدراكي

تستعد وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لتجريب آلية جديدة في محاربة آفة الغش في الامتحانات عبر الوسائل التكنولوجية الحديثة وذلك بالاعتماد على نظام إلكتروني للمساعدة على رصد حالات الغش خلال إجراء الامتحانات، مؤكدةً أن توظيف هذه الآلية الجديدة سينطلق من الاختبارات الاستدراكية لامتحانات البكالوريا.

وأوضحت مذكرة وزارية صادرة عن الوزارة وموجهة إلى مدراء الأكاديميات الجهوية أن اعتماد هذه الآلية الجديدة يأتي في ظل تنامي اللجوء للوسائط التكنولوجية الحديثة في الغش أثناء اجتياز الامتحانات المدرسية وأمام تفاقم هذه الظاهرة خلال السنوات الأخيرة وتطور أساليبها.

وفي هذا الصدد، أوردت المذكرة التي اطلعت عليها جريدة “مدار21” الإلكترونية، أنه أصبح من الضروري، في هذا السياق، تطوير الوسائل والمقاربات الرامية إلى الحد من هذا السلوك الذي يمس بمبادئ الإنصاف والاستحقاق وتكافؤ الفرص بين جميع الممتحنين ولاسيما من خلال اعتماد حلول تكنولوجية مبتكرة وفعالة، تستجيب لتحديات المرحلة، وتسهم في التصدي الحالات الغش بشكل منهجي.

وعن موعد توظيف هذا النظام الجديد للمساعدة على رصد حالات الغش، سجلت الوثيقة ذاتها أنه سيتم الشروع في استعماله خلال إجراء اختبارات الدورة الاستدراكية للامتحان الوطني الموحد للبكالوريا والامتحان الجهوي الموحد للبكالوريا، كخطوة عملية نحو إرساء بيئة امتحانية تتسم بالنزاهة والمصداقية.

وينتظر من هذه الخطوة، حسب المذكرة ذاتها، الإسهام في الحد من الممارسات غير المشروعة، وخاصة منها المعتمدة على الوسائل التكنولوجية المتطورة، وكذا دعم الجهود التربوية الرامية إلى ترسيخ قيم الاستقامة والمسؤولية في أوساط المتعلمات والمتعلمين، بما ينعكس إيجاباً على جودة التحصيل الدراسي وتعزيز موثوقية نتائج الامتحانات، مع ضمان التصريف الناجع لمبادئ الإنصاف والاستحقاق وتكافؤ الفرص بين جميع المترشحات والمترشحين.

وفي ما يتعلق بالمبادئ الأساسية لاعتماد النظام الإلكتروني للمساعدة على رصد حالات الغش أثناء إجراء الامتحانات، تابعت الوثيقة ذاتها أنه يرتكز على مجموعة من المبادئ التي تضمن فعاليته وتكفل ضمان إجراء الامتحان في أجواء عادية وسليمة، مشيرةً إلى أنه يقوم على مبدأ الاحتراز والوقاية من خلال توظيف وسائل تكنولوجية متقدمة لرصد استعمال المترشح لجميع أشكال التواصل المعتمدة على الوسائط الإلكترونية المتقدمة، وذلك بشكل استباقي، ودون المساس بسير الامتحان أو بحقوق المترشح.

ويُراعى هذا النظام، أيضاً، تضيف المذكرة، مبدأ السرية وحماية المعطيات الشخصية، إذ تُعالج البيانات في إطار قانوني وأخلاقي يحترم خصوصية المترشحات والمترشحين. كما يعتمد مبدأ التدرج في الاستعمال الميداني، لضمان ملاءمة هذا النظام للواقع المدرسي المغربي، وتجويده بناءً على التغذية الراجعة من الفاعلين التربويين.

وعن مراحل اعتماد هذا النظام، سجلت الوثيقة عينها أنه سيتم اعتماد النظام الإلكتروني للمساعدة على رصد حالات الغش خلال إجراء اختبارات الدورة الاستدراكية لامتحانات البكالوريا التي ستجرى خلال شهر يوليوز المقبل، وذلك في إطار مسار تدريجي في أفق تعميمه ليشمل جميع الامتحانات وجميع مراكز الامتحان.

وبخصوص المرحلة الأولى، حسب معطيات المذكرة، فإنها تهم اختبارات الدورة الاستدراكية للامتحان الجهوي الموحد للبكالوريا، حيث يُشرع في تفعيل النظام داخل مجموعة من مراكز الامتحان على مستوى كل أكاديمية جهوية للتربية والتكوين مع التركيز على جمع المعطيات الميدانية المرتبطة بسير هذه العملية، واستثمار التغذية الراجعة الآنية من الأطر التربوية والتقنية المكلفة بالإشراف على الامتحانات، وستكون هذه المرحلة مناسبة لرصد التحديات التقنية والتنظيمية، وتقديم مقترحات تطويرية لضمان ملاءمة النظام للواقع المدرسي.

أما المرحلة الثانية فتهم اختبارات الدورة الاستدراكية للامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة البكالوريا. وتأتي استناداً إلى خلاصات المرحلة الأولى، حيث سيتم توسيع نطاق الاستعمال بعد تعزيزه بتوصيات محينة ذات طابع تنظيمي، مما يسمح بتقويم أعمق لاستعمال هذا النظام في سياق أكثر شمولية، تمهيداً لاعتماده شكل موسع ووفق مقاربة تزاوج بين نمط استباقي يرتكز على التحسيس والتوعية ونمط زجري يستند على مقتضيات القانون 02.13 في شأن زجر الغش في الامتحانات المدرسية.

ويتوفر نظام المساعدة على رصد حالات الغش على مكونات وخصائص وظيفية، أهمها: رصد آني لحدوث تواصل إلكتروني بين مترشح داخل قاعة الامتحان وأشخاص من خارجها، وذلك باعتماد جهاز إلكتروني متنقل يعتمد مبدأ الرصد الأوتوماتكي لحدوث التواصل، دون التشويش على الاتصالات ودون الولوج المضمون التواصل أو خرق للخصوصية
بالإضافة إلى منصة رقمية ذات مستويات متعددة محلية إقليمية جهوية ووطنية للتتبع الآني موصولة بأجهزة الرصد المتنقلة، تمكن من توفير معطيات ومؤشرات دقيقة ومفصلة حول حالات الغش المرصودة.