التنافس الصيني يؤثر سلباً على صناعة السيارات في المغرب، و”أوطو هول” في مقدمة المتأثرين

شرعت المنافسة الصينية في الإرخاء بظلالها على مختلف فروع قطاع السيارات المغربي، بما في ذلك قطاع التوزيع، بحيث تراجعت حصة رائد السوق المغربية “أوطو هول” بـ1,5 نقاط أساس إلى 9,6 في المئة، بسبب المنافسة الشديدة التي باتت تفرضها الشركات الصينية المنطلقة حديثاً في السوق.
وأكد مركز أبحاث “بي إم سي إي كابيتال غلوبال ريسورش” (BKGR) في نشرة حديثة صادرة عنه، برسم تطور مؤشرات شركة “أوطو هول”، أن سوق توزيع السيارات سجل نموا في المبيعات إلى غاية ماي 2025 نسبته 36,7 في المئة إلى 88 ألف وحدة مباعة على أساس سنوي.
غير أن “أوطو هول” سجلت، عند متم الشهور الخمس الأولى من سنة 2025، نموا في المبيعات نسبته لا تتجاوز 17,9 في المئة إلى 8 آلاف و522 وحدة، مما جعل حصتها في السوق تتراجع بواقع 1,5 نقطة أساس إلى 9,6 في المئة.
وعزا المصدر ذاته هذا التراجع على الأرجح إلى المنافسة الشديدة التي فُرضت على الشركة من قبل العلامات الصينية الصاعدة حديثاً.
وبدورها كشفت أحدث إحصائيات الجمعية المغربية لمستوردي السيارات عن أرقام بارزة تتعلق باختراق سوق السيارات المغربية من قبل العلامات الصينية، بحيث ضاعفت 3 منها حصصها في السوق بنسب وصلت 700 بالمئة.
وأظهرت العلامات التجارية الصينية نمواً كبيراً في مبيعاتها، وإن كانت ما تزال حصصها في السوق متواضعة، غير أنها نجحت في غضون عام واحد في تحقيق اختراق قوي للسوق، بداية بعلامة “CHANGAN”، التي تمكنت من بيع 228 مركبة خلال شهر ماي الماضي فحسب، بحصة سوقية بلغت 1.14 في المئة.
كما أفلحت شركة “BYD”، في رفع مبيعاتها إلى 179 وحدة (بحصة سوقية قدرها 0.9 في المئة) مقارنة بـ 22 وحدة فقط خلال شهر ماي من سنة 2024، متبوعة بعلامة “GEELY”، التي ارتفعت مبيعاتها من 43 إلى 151 وحدة في ماي 2025 (بحصة سوقية قدرها 0.76 في المئة).
وتجدر الإشارة إلى أن الموزع قد حقق خلال الربع الأول من سنة 2025 مبيعات وصلت إلى 4.653 وحدة بنمو نسبته 4,2 في المئة، مما مكنه من تسجيل رقم معاملات موطد قدره 1.224 مليون درهم، بارتفاع بنسبة 4,7 بالمئة على أساس سنوي.
“أما بخصوص الآفاق المستقبلية، فتعتزم المجموعة الاستفادة من تطوير طرازات جديدة، ومواصلة توسيع شبكة التوزيع الخاصة بها، واستغلال أوجه التكامل بين فروعه، بهدف دعم أدائها وتحسين أدائها التجاري وربحيتها” يضيف مركز الأبحاث ذاته.
وعلى مستوى الإنتاج، طمأن والي بنك المغرب خلال الندوة الصحفية التي تعقب الاجتماع الفصلي للمؤسسة أنه لا داعي للقلق بخصوص منشأتي إنتاج السيارات بالمغرب (رونو وستيلانتيس)، مؤكداً أن البنك يواكبهما عن قرب، وكلاهما من العينة المشمول باستقصاء الظرفية الذي ينجزه البنك.
وشدد على أن معدل استخدام القدرات الإنتاجية بالمنشأتين يعد من بين الأعلى في القطاع الصناعي المغربي إذ يصل إلى ما بين 97 و98 في المئة.
غير أنه نبه إلى كون المشكلة تكمن في الأزمة الأوروبية المتعلقة باستيراد السيارات الكهربائية الصينية، ومناخ اللايقين الذي يسود بسبب ذلك، وهو ما يبرر الركود المنتظر لصادرات صناعة السيارات المغربية خلال هذا العام. لكن بنك المغرب أعرب في الوقت ذاته عن توقع انتعاش في الصادرات العام المقبل لتصل إلى 188 مليار درهم، مقابل 157 مليار درهم خلال العام الماضي