54% من الشباب في المغرب يشعرون بالتفاؤل، و86% غير راضين عن إدارة أزمة الغلاء.

54% من الشباب في المغرب يشعرون بالتفاؤل، و86% غير راضين عن إدارة أزمة الغلاء.

أظهر استطلاع حديث أن الشباب المغربي، رغم معاناتهم من البطالة وارتفاع كلفة المعيشة، ما زالوا متمسكين بالأمل في مستقبل بلدهم، ويؤمنون بأن المغرب يسير في الاتجاه الصحيح.

نتائج المسح، الذي أنجزه معهد “أفروبارومتر” في فبراير 2024، كشفت أن 73% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة يرون أن البلاد تسير في “الاتجاه الصحيح”، فيما أعرب 54% عن تفاؤلهم بتحسن الأوضاع الاقتصادية خلال العام المقبل.

في المقابل، أظهر الاستطلاع أن واحدًا من كل أربعة شباب فقط يتوفر على عمل دائم، في حين أن 63% من هذه الفئة لا يزاولون أي نشاط مهني، بينهم 21% يبحثون بنشاط عن وظيفة.

هذه النسبة تمثل ثلاثة أضعاف معدل البطالة المسجل لدى الفئة العمرية بين 36 و45 سنة. كما عبر 28% من الشباب عن تفكيرهم الجدي في الهجرة، مقابل 20% سنة 2017، ما يعكس تصاعدًا ملحوظًا في رغبة الشباب في مغادرة البلاد بحثًا عن آفاق أفضل.

ويرى الشباب أن أبرز العوائق التي تحول دون إدماجهم في سوق الشغل تتمثل في عدم ملاءمة التكوين لمتطلبات سوق العمل (34%)، ونقص الخبرة المهنية (18%)، إلى جانب ضعف روح المبادرة أو المهارات المقاولاتية (15%)، ورفض بعضهم ممارسة أنواع من الأعمال الشاقة أو المرتبطة بالقطاع الفلاحي (9%).

ورغم أن الشباب المغربي اليوم أكثر تعليمًا من الأجيال السابقة – حيث إن 56% منهم حاصلون على تعليم ما بعد الثانوي، مقابل 9% إلى 27% لدى الفئات الأكبر سنًا – إلا أن هذا التقدم في المستوى الأكاديمي لم يترجم إلى نتائج إيجابية في سوق العمل. فقط 25% من الشباب يتوفرون على وظائف بدوام كامل، و12% يشتغلون بدوام جزئي، بينما يظل أكثر من 40% خارج دائرة العمل والبحث عنه، رغم أن جزءًا كبيرًا منهم ما زالوا في طور الدراسة.

هذه الفجوة بين التعليم والتشغيل تُبرز، حسب الباحثين، اختلالًا بنيويًا في منظومة إدماج الشباب، لا سيما أن عددًا من الشباب يشيرون إلى ضعف التكوين المهني وغياب الخبرة كحواجز حقيقية أمام ولوج سوق الشغل.

وعندما سُئل الشباب عن أولوياتهم الوطنية، وضعوا البطالة في صدارة المشكلات التي ينبغي على الحكومة التعامل معها، حيث ذكرها 70% من المشاركين ضمن أبرز ثلاث قضايا مستعجلة. تلتها كلفة المعيشة المتزايدة (47%)، ثم الجفاف (44%)، فالتعليم (44%) أيضًا، وهي نسبة أعلى مما سجله الكبار الذين تراوحت آراؤهم حول التعليم بين 30% و39%.

أما تقييم الشباب لأداء الحكومة في المجالات الحيوية، فجاء نقديًا في المجمل؛ إذ أعرب فقط 20% عن رضاهم عن جهود الحكومة في خلق فرص الشغل، و14% فقط عن ارتياحهم لتدبيرها لمشكل الأسعار.

ورغم أن الحكومة المغربية أطلقت برامج من بينها “برنامج الإدماج الاقتصادي للشباب”، الذي يهدف إلى تعزيز ريادة الأعمال والتكوين، إلا أن النتائج تشير إلى أن الجهود ما تزال غير كافية لسد الهوة المتنامية بين تطلعات الشباب وما توفره السوق من فرص.

تجدر الإشارة إلى أن هذا الاستطلاع أنجزه معهد “أفروبارومتر” عبر مقابلات ميدانية مع عينة وطنية مكونة من 1200 شاب وشابة في مختلف جهات المغرب، بهامش خطأ قدره ±3%، ويشكل جزءًا من سلسلة من الدراسات الميدانية التي ينجزها المعهد منذ عام 1999 في أكثر من 40 بلدًا إفريقيًا.