عودة معرض الكتب المستعملة إلى الدار البيضاء بعد انقطاع دام 5 سنوات

عودة معرض الكتب المستعملة إلى الدار البيضاء بعد انقطاع دام 5 سنوات

تستعد مدينة الدار البيضاء لصلة الرحم مع المعرض الوطني للكتاب المستعل في نسخته 13، بعد غياب دام 5 سنوات، ليستعيد البيضاويون متنفساً ثقافيا هاماً، لاسيما بعد تهجير المعرض الدولي للنشر والكتاب إلى العاصمة الرباط.

ويُنتظر أن تمتد فعاليات المعرض على مدى أسبوعين ابتداءً من اليوم الخميس 26 يونيو إلى غاية 10 يوليوز 2025، بتنظيم من جمعية “نادي القلم المغربي”، وبتنسيق مع مقاطعة الفداء بالدار البيضاء.

المعرض الذي كان ينظم في السابق بساحة السراغنة، القلب النابض لحي درب السلطان التاريخي، سينتقل اليوم إلى شارع موديبوكيتا أمام إعدادية الغزالي، وقد اختير له شعار: “الكتاب المستعمل… ذاكرة تتحدى النسيان “.

وأكد المنسق العام للبرنامج الثقافي، سالم الفائدة، أن هذه الدورة “ستحتفي بأعلام الفكر والثقافة المغربية من خلال لقاءات وقراءات متنوعة في الرصيد الثقافي المغربي وخاصة رواد الفعل الثقافي والفني بمنطقة الفداء مرس السلطان”.

كما تواكب هذه الدورة الساحة الثقافية والنقدية والاجتماعية عبر مساءلة وتقديم الكتب الجديدة للأدباء والمثقفين والباحثين في مختلف حقول المعرفة.

وقال الفائدة في تصريح لجريدة “مدار21”: “بذلنا جهداً لجعل المعرض يمتد طيلة شهر يوليوز لكن لظروف معينة قررنا الاكتفاء بالمتاح، وأعتقد أن مجرد عودة هذا المعرض بعد غياب طويل هو حدث ثقافي بارز في مدينة شرعت في فقدان ألقها الثقافي وتتحول لمدينة اقتصادية بامتياز”.

وأوضح المتحدث أنه كانت هناك محاولات عديدة لاستعادة المعرض خلال السنوات الماضية، لكن خلافات بين الكتبيين وتداعيات الجائحة حالت دون ذلك.

واعتبر أن “النشاط الثقافي للأسف لم يعد يتم بروح تطوعية ومحبة للثقافة والكتاب بل صار يخضع بدوره لحسابات الربح والخسارة ولمنطق المردودية، حتى جمعيات المجتمع المدني أصبحت تنظر لتنظيم التظاهرات من زاوية مردودها الماديي”.

ولفت إلى أنه منذ الإعلان عن عودة المعرض “توصلنا باتصالات هاتفية كبيرة من مواطنين يسألون عن المعروض والأنشطة، مما يدل على وجود حاجة حقيقية للنشاط الثقافي بالمدينة”.

وشدد على أن التنظيم لم يحظَ بأي دعم من وزارة الثقافة رغم علمها الأكيد؛ “صحيح أنه نظراً للظروف لم يتقدم الإخوة المنظمون بطلب الدعم لكن الوزارة على علم بلا شك، فطلب التنظيم موضوع لدى السلطات المحلية بالدار البيضاء منذ شهر تقريباً”.

وبالنسبة للبرنامج الثقافي، فالمعرض لن يقتصر على البعد التجاري والاقتصادي المتمثل في تجارة الكتب، بل سيعرف توقيعات كتب وندوات حول قضايا راهنة؛ وفي مقدمتها موضوع “دور المعارض في التنمية والثقافة” الذي سيمثل أول مائدة مستديرة عقب افتتاح المعرض مباشرة.

جدير بالذكر أن المعرض عرف انطلاقته الأولى في سنة 2008، تحول على إثرها إلى  مبادرة ثقافية فريدة من نوعها بالمغرب؛ كما مثل موقعه الاستراتيجي في ساحة السراغنة بالدار البيضاء عاملاً في توطيد علاقته بجمهور شعبي واسع.