جدل كبير بعد إلقاء نادية العروسي سلهامًا بألوان العلم المغربي في مهرجان “موازين”

أثار تصرف المغنية الشعبية نادية العروسي، حين ألقت بسلهام كانت ترتديه، يحمل ألوان العلم الوطني المغربي ونجمته، من أعلى المنصة باتجاه الجمهور، موجة جدل واسعة، إذ اعتبره كثيرون سلوكا ينم عن عدم احترام لقدسية العلم ورموز المملكة.
وأثارت الطريقة التي تم بها رمي السلهام على الأرض، استياء العديد من النشطاء، الذين وصفوا الخطوة بغير الموفقة، حتى وإن لم تكن مقصودة أو متعمدة.
وظهرت نادية العروسي في مقطع مصور وهي تُلقي بالسلهام المزين بالأحمر والأخضر، إلى أسفل المنصة، دون مراعاة للبروتوكولات المرتبطة برموز الدولة ومقدساتها، ما اعتُبر سلوكا غير مدروس.
ويُسلط هذا التصرف الضوء مجددا على غياب التأطير والتوجيه الثقافي للفنان، في ظل انعدام دور إدارة الأعمال في مرافقة الفنانين وتوعيتهم، إضافة إلى غياب الوعي لدى المنظمين ومقدمة الحفل التي سلمت العلم دون توجيه أو ضبط للموقف.
وفي الوقت نفسه، بدأت بعض الصفحات على منصة “إنستغرام” في الترويج لحفل نادية العروسي بوصفه نجاحا باهرا، في حملة اعتبرها البعض مبالغا فيها، خاصة وأنها جاءت في شكل دعاية غير معلنة.
ولم يقتصر الجدل على واقعة العلم فحسب، بل امتد ليشمل فقرات أخرى اعتُبرت خارجة عن سياق المهرجان الفني، كإقحام طقوس تقديم قميص المنتخب الوطني وكرة قدم في سهرات موازين، حيث استغرب نشطاء مدى ملاءمة هذه الرمزية للحدث.
واعتبر البعض أن فرض حمل القميص الوطني وأخذ الصور به على الفنانين يُعد إساءة لرمزية المغرب، خاصة عندما لا يُقابل هذا التصرف برد فعل يعكس قيمته الوطنية.
وأثارت مشاهد صعود مقدّمة الحفل في كل سهرة لتقديم باقة ورد وكرة وقميص وطني لفنان أو فنانة، استغراب الكثيرين، واعتبروها لقطات مكررة وغير مبررة، بل مستفزة في بعض الأحيان، مشيرين إلى أن المغرب ليس في حاجة إلى هذا النوع من الإظهار الرمزي المبالغ فيه.
وأكد الكثيرون أن طقس الحمل على الأكتاف في “العمارية” أيضا الذي أصبح ضمن أعراف المهرجان، هو تقليد مغربي أصيل مخصص للعروس ويحمل طابعا خاصا من الهيبة والقدسية، ولا يليق أن تصعد إليه فنانة بلباس لا يتناسب مع رمزيته، كما حصل مع الفنانة اللبنانية ديانا حداد، وعدد من الفنانات العربيات اللواتي استُقبلن بالطريقة نفسها.
وتتواصل الانتقادات الموجهة للدورة الحالية من مهرجان “موازين”، والتي صنفها العديد من المتابعين على أنها الأضعف والأكثر إخفاقا منذ انطلاق المهرجان قبل نحو عشرين عاما.
وانتقد في مهرجان “موازين” ضعف الأداء الصوتي لعدد من الفنانين الذين تحقق أغانيهم ملايين المشاهدات على المنصات الموسيقية، وتتحول إلى ترندات على مواقع التواصل الاجتماعي، مما منحهم شهرة واسعة ومكانة في تظاهرات فنية كبرى.
وأثار اختيار إدارة المهرجان لمجموعة من الأسماء الفنية جدلا واسعا، إذ عبر كثير من المتابعين عن استغرابهم من دعوة فنانين يفتقرون إلى قاعدة جماهيرية أو إنتاجات فنية معروفة، في وقت يزخر فيه المشهد الفني المغربي بأسماء شابة تحقق نسب مشاهدة عالية وتصنف ضمن أنجح الفنانين على المنصات الرقمية.
ولم تقتصر الانتقادات على الأداء الصوتي للفنانين، بل امتدت إلى البرمجة غير المتوازنة، إذ جرى الجمع بين فناني الراب والموسيقى الشعبية والراي في السهرات ذاتها، رغم اختلاف جمهور هذه الأنماط الموسيقية، مما أثار استياء واسعا بين الحاضرين.
وعبر عدد من الصحافيين عن استيائهم من سوء تسيير الدورة الحالية، في ظل غياب الالتزام بالمواعيد المعلنة لعقد الندوات، وإلغاء بعضها في اللحظات الأخيرة، أو برمجتها دون أن تُعقد، خاصة تلك التي كان من المقرر أن يشارك فيها فنانون عرب.
وشهدت الأيام الأولى من المهرجان ارتباكا واضحا في التنظيم، وسط محاولات من الجهة المشرفة لتدارك الأخطاء والهفوات.
ويستمر المهرجان في مواجهة اتهامات بالمحاباة تجاه الفنانين غير المغاربة من حيث الاستقبال والتنظيم، في حين يُشتكى من تهميش الفنانين المحليين، وكذلك من التمييز في معاملة الصحافيين، إذ حظي الصحافيون العرب بخدمات وإمكانيات أفضل من نظرائهم المغاربة.