رغيب: الذكاء الاصطناعي في مراحل مبكرة والحاجة إلى تشريع لحماية المستخدمين

رغيب: الذكاء الاصطناعي في مراحل مبكرة والحاجة إلى تشريع لحماية المستخدمين

قال المدون المغربي المتخصص في تقنية المعلومات أمين رغيب إن العالم لا يزال يعيش البدايات الأولى لثورة الذكاء الاصطناعي، رغم الانبهار الواسع بالتطورات الراهنة، خصوصًا ما يتعلق بالأدوات التوليدية مثل ChatGPT.

وأوضح أمين رغيب أن هذه الأدوات تمثل فقط جزءًا صغيرًا من منظومة الذكاء الاصطناعي، التي تشمل مجالات أوسع مثل التعلم المعزز (Reinforcement Learning) والتحليلات العميقة وغيرها.

وأكد المتحدث أن ما نراه اليوم من قدرة الذكاء الاصطناعي على إنتاج مقاطع فيديو، أو مساعدة المستخدمين في اتخاذ قرارات يومية، لا يعني أننا بلغنا مرحلة النضج.

وقال رغيب، في حوار مع جريدة “مدار21” الإلكترونية، إن “ما نشاهده الآن لا يعدو كونه بداية، كما حدث في السنوات الأولى للإنترنت.. الذكاء الاصطناعي بعد 15 سنة سيبدو مختلفًا تمامًا عن ما نعرفه اليوم”.

ورغم إشادته بالفوائد العملية للأدوات الذكية، حذّر رغيب من الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات شخصية أو مهنية، مشيرًا إلى أن “هذه الأدوات لا تفهم المحتوى الذي تقدمه، وبالتالي نسبة الخطأ تظل قائمة”.

ودعا المدون المغربي المتخصص في تقنية المعلومات المستخدمين إلى التعامل معها كأدوات مساعدة لا بدائل عن التفكير والتحليل البشري.

وفي سياق متصل، تحدث رغيب عن التأثيرات المتسارعة للذكاء الاصطناعي على المجال الفني والإبداعي، حيث بدأت تظهر محتويات كوميدية ومقاطع مصورة بالكامل بتقنيات AI، ما يفتح المجال أمام ظهور ما أسماه بـ”مخرجين بالذكاء الاصطناعي”.

وأكد أن على الفنانين والمخرجين مواكبة هذه التحولات بتعلّم كيفية استخدام هذه التقنيات في أعمالهم، حتى لا يجدوا أنفسهم خارج المنافسة.

وانتقد رغيب الفراغ التشريعي الذي يطبع المشهد المغربي فيما يخص تنظيم الذكاء الاصطناعي، مقارنة بدول مثل الولايات المتحدة، وبالخصوص ولاية كاليفورنيا، التي وضعت أطرًا قانونية واضحة لهذا المجال.

وقال المدون المغربي المتخصص في تقنية المعلومات في حديثه للجريدة : “للأسف، في المغرب لا توجد قوانين تنظم الذكاء الاصطناعي رغم مخاطره الكبيرة.”

وكشف عن حالات ابتزاز رقمي خطير، يتم فيها توليد فيديوهات لأشخاص بصورهم وأصواتهم، دون علمهم، بهدف النصب أو تشويه السمعة، موضحًا أنه “يصعب على المواطن العادي التمييز بين الفيديو الحقيقي والمزيف، حتى باستخدام بعض الأدوات التقنية”.

كما أشار إلى تغليط الرأي العام عبر فيديوهات مزيفة، يُستعمل فيها صوت وصورة إعلاميين أو شخصيات معروفة للترويج لمنتجات لم يسبق لهم الحديث عنها.

وأردف موضحا: “أنا شخصيًا كنت ضحية لهذا النوع من التضليل، ووجدت نفسي أظهر في فيديو دعائي لم أقم بتصويره أو التصريح فيه”.

وفي ختام تصريحه، وجّه أمين رغيب نداءً مفتوحًا للشباب المغربي لتعلّم أدوات الذكاء الاصطناعي، معتبرًا أن ذلك “لم يعد خيارًا، بل ضرورة لمواكبة التحول العالمي”.

وأكد أن الاعتماد الذكي على هذه الأدوات سيُحدث فرقًا في سوق العمل، حيث بدأت بعض الوظائف التقليدية في الاختفاء، مقابل تزايد الطلب على من يتقنون استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة.

وختم بقوله: “الشخص الذي يعرف كيف يستعمل الذكاء الاصطناعي سيظل دائمًا أكثر قيمة من شخص لا يفهم هذه الأدوات، حتى وإن كان كلاهما في نفس الوظيفة.”