جدل كبير يحيط بمهرجان موازين بسبب استخدام “رموز مغربية”

جدل كبير يحيط بمهرجان موازين بسبب استخدام “رموز مغربية”

لا يزال الجدل يرافق مهرجان موازين، إذ أثارت بعض الممارسات استياء عدد من المغاربة الذين اعتبروها إساءة إلى صورة المغرب وتصرفات غير لائقة، ضمنها منح قميص المنتخب الوطني للفنانين على منصة النهضة، ورفع العلم المغربي، بالإضافة إلى صعود فنانات على “العمارية المغربية”.

واعتبر البعض أن فرض حمل القميص الوطني وأخذ الصور به على الفنانين يُعد إساءة لرمزية المغرب، خاصة عندما لا يُقابل هذا التصرف برد فعل يعكس قيمته الوطنية.

وأثارت مشاهد صعود مقدّمة الحفل في كل سهرة لتقديم باقة ورد وكرة وقميص وطني لفنان أو فنانة، استغراب الكثيرين، واعتبروها لقطات مكررة وغير مبررة، بل مستفزة في بعض الأحيان، مشيرين إلى أن المغرب ليس في حاجة إلى هذا النوع من الإظهار الرمزي المبالغ فيه.

وأكد الكثيرون أن طقس الحمل على الأكتاف في “العمارية”، هو تقليد مغربي أصيل مخصص للعروس ويحمل طابعا خاصا من الهيبة والقدسية، ولا يليق أن تصعد إليه فنانة بلباس لا يتناسب مع رمزيته، كما حصل مع الفنانة اللبنانية ديانا حداد، وعدد من الفنانات العربيات اللواتي استُقبلن بالطريقة نفسها.

من جهتها، عبرت الممثلة المغربية مونية لمكيمل عن استيائها من هذه المظاهر، عبر حسابها على إنستغرام، إذ اعتبرت انتظار الاعتراف بالتراث المغربي والهوية الوطنية من قبل فنانين أجانب أمرا مستفزا، وكأننا ننتظر تزكية خارجية لما نملك من تاريخ وحضارة.

وأكدت أن التراث المغربي والإنجازات الوطنية لا يحتاجان إلى تصديق أو تقدير من أي جهة كانت، فهما موثقان في التاريخ ومحفوظان في ذاكرة الشعب، تماما كما يشكل العلم المغربي مصدر فخر واعتزاز لجميع المغاربة.

يُذكر أن فنانا جزائريا يُلقب بـ”سان لوفان” سبق له أن أهان العلم المغربي عندما رماه أرضا بعد تقديمه له خلال مهرجان كناوة بمدينة الصويرة في السنة الماضية.

وأثارت ردة فعل الممثل المصري أحمد حلمي استغرابا واسعا، عندما عبّر عن عدم تقبله لتقديم الحليب والتمر خلال استقباله في مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي قبل أسابيع.

وانتقد في مهرجان “موازين إيقاعات العالم” ضعف الأداء الصوتي لعدد من الفنانين الذين تحقق أغانيهم ملايين المشاهدات على المنصات الموسيقية، وتتحول إلى ترندات على مواقع التواصل الاجتماعي، مما منحهم شهرة واسعة ومكانة في تظاهرات فنية كبرى.

وأثار اختيار إدارة المهرجان لمجموعة من الأسماء الفنية جدلا واسعا، إذ عبر كثير من المتابعين عن استغرابهم من دعوة فنانين يفتقرون إلى قاعدة جماهيرية أو إنتاجات فنية معروفة، في وقت يزخر فيه المشهد الفني المغربي بأسماء شابة تحقق نسب مشاهدة عالية وتصنف ضمن أنجح الفنانين على المنصات الرقمية.

ولم تقتصر الانتقادات على الأداء الصوتي للفنانين، بل امتدت إلى البرمجة غير المتوازنة، إذ جرى الجمع بين فناني الراب والموسيقى الشعبية والراي في السهرات ذاتها، رغم اختلاف جمهور هذه الأنماط الموسيقية، مما أثار استياء واسعا بين الحاضرين.

وعبر عدد من الصحافيين عن استيائهم من سوء تسيير الدورة الحالية، في ظل غياب الالتزام بالمواعيد المعلنة لعقد الندوات، وإلغاء بعضها في اللحظات الأخيرة، أو برمجتها دون أن تُعقد، خاصة تلك التي كان من المقرر أن يشارك فيها فنانون عرب.

وشهدت الأيام الأولى من المهرجان ارتباكا واضحا في التنظيم، وسط محاولات من الجهة المشرفة لتدارك الأخطاء والهفوات.

ويستمر المهرجان في مواجهة اتهامات بالمحاباة تجاه الفنانين غير المغاربة من حيث الاستقبال والتنظيم، في حين يُشتكى من تهميش الفنانين المحليين، وكذلك من التمييز في معاملة الصحافيين، إذ حظي الصحافيون العرب بخدمات وإمكانيات أفضل من نظرائهم المغاربة.