المُباشِر يكشف عن أصوات ضعيفة على منصات موازين والفوضى تعيق تنظيم السهرات

فضح مهرجان “موازين إيقاعات العالم” ضعف الأداء الصوتي لعدد من الفنانين الذين تحقق أغانيهم ملايين المشاهدات على المنصات الموسيقية، وتتحول إلى ترندات على مواقع التواصل الاجتماعي، مما منحهم شهرة واسعة ومكانة في تظاهرات فنية كبرى.
ووجه نشطاء انتقادات حادة للفنان “لازارو” عقب ظهوره على منصة سلا، معتبرين أن صوته لا يرقى إلى مستوى الأداء الحي، حيث بدا ضعيفا ويغني خارج الإيقاع، “وكأنه يغني في حمام بيته” وفق تعبير البعض.
ورأى عدد من المتابعين أن نجاح أغنية أو اثنتين لا يُبرر صعود “لازارو” إلى أحد أكبر مهرجانات المغرب.
ولم يكن لازارو الوحيد الذي طالت الانتقادات مشاركته، إذ عبر الجمهور عن استيائه من الأداء المباشر للفنان “صامد”، معتبرين أن صوته كان باهتا في غياب المؤثرات الصوتية التي تعتمد في التسجيلات.
وكشفت العروض الحية على المنصات الكبرى ضعف صوت المغنية نادية العروسي، خلافا لعدد من الفنانين الشعبيين الذين ملأ صوتهم أرجاء المكان بأدائهم القوي.
واشتكى الفنان سليم كرافاطا من تأخير صعوده إلى المنصة لمدة ساعتين، بسبب تجاوز زميليه للمدة الزمنية المخصصة لهما خلال السهرة، دون احترام الجدول المحدد.
وعبر عدد من النشطاء عن استيائهم من هذا التأخير، منتقدين تكرار الأغاني من قبل سابقيه وعدم التزامهما بالوقت المخصص، ما تسبب في تأجيل باقي فقرات السهرة لساعتين إضافيتين.
وأثار اختيار إدارة مهرجان “موازين – إيقاعات العالم” لمجموعة من الأسماء الفنية جدلا واسعا، إذ عبر كثير من المتابعين عن استغرابهم من دعوة فنانين يفتقرون إلى قاعدة جماهيرية أو إنتاجات فنية معروفة، في وقت يزخر فيه المشهد الفني المغربي بأسماء شابة تحقق نسب مشاهدة عالية وتصنف ضمن أنجح الفنانين على المنصات الرقمية.
وتمكن شاب يُدعى حمزة الصنهاجي من إحياء سهرة على منصة سلا، رغم قلة رصيده الفني، لمجرد أنه ابن الفنان الشعبي سعيد الصنهاجي، إلى جانب أسماء أخرى وجهت إليها اتهامات بالمحاباة من طرف نقابة الفنانين تجاه الجهة المنظمة.
وفي بيان توصلت به جريدة “مدار21″، أكدت النقابة المهنية لحماية ودعم الفنان أن الجهة المنظمة خضعت لضغوط، ووافقت على إشراك فنانين كانوا قد اشتكوا من الإقصاء، وذلك قبل ساعات فقط من انطلاق فعاليات المهرجان.
ولم تقتصر الانتقادات على الأداء الصوتي للفنانين، بل امتدت إلى البرمجة غير المتوازنة، إذ جرى الجمع بين فناني الراب والموسيقى الشعبية والراي في السهرات ذاتها، رغم اختلاف جمهور هذه الأنماط الموسيقية، مما أثار استياء واسعا بين الحاضرين.
وعبر عدد من الصحافيين عن استيائهم من سوء تسيير الدورة الحالية، في ظل غياب الالتزام بالمواعيد المعلنة لعقد الندوات، وإلغاء بعضها في اللحظات الأخيرة، أو برمجتها دون أن تُعقد، خاصة تلك التي كان من المقرر أن يشارك فيها فنانون عرب.
وشهدت الأيام الأولى من المهرجان ارتباكا واضحا في التنظيم، وسط محاولات من الجهة المشرفة لتدارك الأخطاء والهفوات.
ويستمر المهرجان في مواجهة اتهامات بالمحاباة تجاه الفنانين غير المغاربة من حيث الاستقبال والتنظيم، في حين يُشتكى من تهميش الفنانين المحليين، وكذلك من التمييز في معاملة الصحافيين، إذ حظي الصحافيون العرب بخدمات وإمكانيات أفضل من نظرائهم المغاربة.
وتنظم الدورة العشرين لمهرجان “موازين- إيقاعات العالم” في الفترة من 20 إلى 28 يونيو 2025 بالرباط، الذي يحظى بدخول مجاني لـ 90 في المئة من العروض والفعاليات.
وكانت الدورة التاسعة عشرة للمهرجان قد عرفت حضور أزيد من 2,5 مليون متفرج خلال تسعة أيام من الحفلات الموسيقية بمختلف منصات الرباط وسلا.
ويعد مهرجان ّموازين- إيقاعات العالم”، الذي تم إحداثه سنة 2001، حدثا لا يمكن تفويته من قبل عشاق الموسيقى في المغرب. فمع حضور أكثر من مليوني متفرج في كل دورة من دوراته الأخيرة، يعتبر هذا المهرجان ثاني أكبر حدث ثقافي في العالم.
ويقدم مهرجان موازين، الذي يتم تنظيمه كل سنة لمدة تسعة أيام، برنامجا غنيا يجمع بين أكبر نجوم الموسيقى العالمية والعربية، مما يجعل مدينتي الرباط وسلا مسرحا للقاءات استثنائية بين الجمهور وأبرز الفنانين، ويخصص أزيد من نصف برمجته للمواهب الوطنية.