الرقمنة تعزز تسويق منتجات القصب عالميًا ودار الصانع تدعم الحرفيين.

الرقمنة تعزز تسويق منتجات القصب عالميًا ودار الصانع تدعم الحرفيين.

في إطار جهود الدعم والمواكبة الموجهة للفاعلين في صناعة منتجات القصب (الفنّار) والتي تحقق رقم معاملات كبير (101.8 مليون درهم)، قامت كل من وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني ودار الصانع بإحداث آلية جديدة للرصد الاستراتيجي (Market Intelligence) لفائدة كافة المتدخلين في قطاع الصناعة التقليدية الراغبين في الاستفادة من الفرص الجديدة التي يتيحها هذا القطاع عبر العالم وبأساليب رقمية حديثة مزودة بأرقام ومعطيات عن سوق ومستهلكي هذه المنتوجات.

وقد أصدرت “وزارة الصناعة التقليدية” بشراكة مع مؤسسة دار الصانع دليلاً، وضعته في يد الفاعلين في هذه الصناعة، لبلورة استراتيجيات تسويقية وتجارية لتحفيز صادراتهم نحو الأسواق العالمية المستهلكة لهذه المنتوجات واستثمار المغطيات الرقمية التي يتيحها في تنمية مبيعاتهم ورفع مداخيلهم.

ويقوم هذا الدليل بتحليل تفاعل المستهلكين عبر العالم خلال الفترة الممتدة من فاتح ماي 2024 إلى 31 يناير 2025، اعتمادًا على التفاعلات التي تم جمعها من (الويب) والمدونات ووسائل التواصل الاجتماعي وكذا المنصات التجارية، من خلال منصة الرصد الرقمي Digimind.

وتتم هذه المتابعة، حسب الدليل، بشكل أوتوماتيكي وبالعديد من اللغات واللهجات، لاسيما في الأسواق الرئيسية المستهدفة للصناعة التقليدية المغربية، مشيراً إلى أنه تم إجراء تحليل لعينة مكونة من 1500 تفاعل عبر مواقع الاواصل الاجتماعي قصد تسليط الضوء على التوجهات والميولات.

وتستند المعطيات التي يوفرها الدليل على تقييمات المستهلكين على منصات البيع عبر الإنترنت (أمازون وAmazon Handmade، وإيتسي، ومنصات ومواقع تجارية أخرى)، مشيراً إلى أن الفقرة الخاصة بتحليل رضا الزبناء من الدليل تُلخِّص النتائج التي استندت إلى عينة مكونة من 900 تقييم أنجزها مستهلكون بعد شراء منتج واحد على الأقل من منتجات الصناعة التقليدية المغربية.

وبلغة الأرقام، وفي سنة 2024، أكد الدليل، الذي اطلعت عليه جريدة “مدار21” الإلكترونية، أن صادرات منتجات الفخار المصنوع من القصب (الفنّار) بلغ ما مجموعه 101.8 مليون درهم، وهو ما يمثل 9 في المئة من صادرات قطاع الصناعة التقليدية، مشيراً إلى تسجيله معدل نمو سنوي متوسط، خلال الفترة ما بين 2019 و2024، قدره 6.9 في المئة.

وعن الوجهات المفضلة لمنتوجات الفخار المصنوع من القصب والأسواق الأكثر استهلاكاً لها، أورد الدليل ذاته أن إسبانيا تعد السوق الرئيسية لمنتجات الفخار المصنوع من القصب، حيث استحوذت على 33 في المئة من الصادرات سنة 2024.

وفي نفس الصدد، أوضح المصدر ذاته أن منتجات الفخار المصنوع من القصب أثارت اهتماماً واسعاً على الإنترنت، مبرزاً أنه تم تسجيل 41 ألف تفاعل، نُشرت في غالبيتها على موقع إنستغرام، من بينها 3 آلاف و100 تفاعل مخصصة للفخار المغربي.

وفي ما يتعلق بنوعية التفاعل مع هذه المنتوجات، أورد المصدر ذاته أن المستهلكين عبروا عن عن رضاهم الكبير تجاه منتجات الفخار المغربي، حيث بلغت نسبة الآراء الإيجابية 91 في المئة، مع تنقيط متوسط يبلغ 4.6 من 5.

وعن أوجه الإعجاب التي تثير مستهلكي هذه المنتوجات، سجل الدليل أن التصميم يعد المعيار الأكثر تقديراً من طرف المستهلكين، مؤكداً أنه من بين المنتجات الأكثر ذِكرًا وإعجاباً نجد الحقائب المصنوعة يدويًا من القش.

ويُشار إلى أن 80 في المئة من منتجات الفخار المغربي المشتراة من طرف المستهلكين مصدرها باعة متمركزون داخل المغرب، خاصةً في مراكش، يليهم باعة متواجدون في فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.