أصوات مغربية تُصقل في “بيركلي”.. دعم عالمي للمسارات الفنية لموسيقيين جدد

أكد برنامج “بيركلي”، الذي نظم ضمن فعاليات مهرجان كناوة وموسيقى العالم التزام المهرجان العميق بتأطير الموسيقيين الشباب ومواكبة مسارهم المهني، مما ساهم في ترسيخ مكانته كمنصة عالمية للحوار الموسيقي والتبادل الثقافي.
وإلى جانب استضافته لأكبر الفنانين وإبرازه للأصناف الموسيقية المختلفة، خصص المهرجان حيزا وازنا لبرامج تربوية وورشات تكوينية تهدف إلى تطوير قدرات ومهارات الموسيقيين الشباب ودعم مساراتهم المهنية والفنية، مع تشجيع مشاركة المرأة في هذا الفضاء الإبداعي.
وانسجاما مع تطلعه الدائم إلى التجديد والانفتاح، أطلق المهرجان هذه الشراكة الطموحة مع كلية “بيركلي” الأمريكية للموسيقى، إحدى أهم المؤسسات الدولية الرائدة في المجال الموسيقي، ليعزز البعد التكويني من خلال هذا البرنامج المتميز الذي تم تصميمه كمختبر حي للتعلم والإبداع.
وفي هذا الصدد، أكدت منتجة مهرجان كناوة وموسيقى العالم، نائلة التازي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا البرنامج يمثل جسرا حقيقيا بين الموسيقى العالمية والتميز الأكاديمي الدولي، ويوفر فرصة للمواهب المغربية لتطوير شبكاتها المهنية والعمل على تحقيق طموحها في مسيرة مهنية دولية.
وأشارت إلى أنه يساهم أيضا في تعزيز قيمة الموسيقى الكناوية في الأوساط الأكاديمية الدولية وإبراز مكانة الموسيقى الإفريقية في ممارسات التدريب والإبداع على المستوى العالمي.
وأوضحت أن برنامج بيركلي يمثل فرصة لمدينة الصويرة لتعزيز مكانتها كمركز ثقافي مهم في المغرب. كما يساهم في تعزيز الانفتاح الثقافي والتبادل بين الثقافات المختلفة في المدينة، وفي الترويج للسياحة في الصويرة وجذب المزيد من الزوار، لافتة إلى أنه يمثل أيضا “فرصة مهمة لمدينة الصويرة لتعزيز مكانتها عاصمة ثقافية عالمية”.
من جانبه، قال الفنان مجيد بقاس، أحد رواد المزج بين كناوة والجاز منذ ثمانينيات القرن الماضي، في تصريح مماثل، إن مشاركته في ورشة “الماستر كلاس” ضمن برنامج بيركلي تهدف إلى تسليط الضوء على تجربته الموسيقية، وطريقة دمجه للآلات المغربية والإفريقية والغربية ضمن مشروع كناوي معاصر.
من جهته، أعرب الفنان سفيان رشيق، القادم من العيون، عن امتنانه لهذه التجربة التي سمحت له بالاستفادة من تكوين موسيقي نوعي والتواصل مع فنانين من مختلف بقاع العالم. كما أبرز أهمية إدماج آلة “تيدينيت” الحسانية ضمن مشهد موسيقي عالمي لإبراز غنى التراث الحساني.
أما الفنان الواعر باعمر، وينحدر من الداخلة، فأشار إلى أن مثل هذه البرامج تساعد على بحث سبل تحقيق انسجام أكبر بين الموسيقى الحسانية والأنماط الموسيقية العالمية، مستحضرا تجربته السابقة التي جمع فيها بين التراث الحساني والموسيقى الفرنسية في أحد ألبوماته.
وأتاح البرنامج، الذي شكل امتدادا لقيم المهرجان المرتبطة بالتوارث والابتكار، للمواهب المغربية والإفريقية والدولية فرصة نادرة للغوص في تجربة تعليمية غنية، أشرف عليها أساتذة وفنانون مرموقون من كلية بيركلي ببوسطن، المشهود لهم بالكفاءة والحنكة.
وبالإضافة إلى تبادل الخبرات والمهارات والفرص المقدمة من طرف برنامج “بيركلي أون دو رود” الرامية لإغناء ودعم المبادرات التكوينية والثقافية والفنية للمهرجان، شكلت هذه الشراكة الاستراتيجية منصة استثنائية لتأطير ودعم المسارات المهنية لموسيقيين ناشئين، عبر محتوى تكويني عميق يتجاوز الجانب الأكاديمي ليرنو إلى خلق شبكات تواصل وابتكار فني مستدام.
وفي المقابل، تستفيد كلية بيركلي من إشعاع مهرجان كناوة وموسيقى العالم، الذي أضحى علامة فنية دولية بامتياز، تتابعه وسائل الإعلام العالمية، وتحتضنه مدينة ذات هوية ثقافية متفردة.
فالصويرة، التي انضمت في فبراير 2024 إلى شبكة اليونيسكو العالمية للتعلم، تؤكد من جديد موقعها كحاضرة للثقافة والفن التعلم المستمر في جميع الميادين.
يذكر أن مبادرة “بيركلي بمهرجان كناوة وموسيقى العالم”، هو برنامج تكويني موجه للموسيقيين المغاربة والأجانب الذين تزيد أعمارهم عن 18 سنة، ويملكون تجربة لا تقل عن سنتين في العزف على آلة موسيقية. ويعد هذا البرنامج تجربة غامرة يتقاطع فيها التعلم بالإلهام، ومثلت أرضية لانطلاقة جديدة لمواهب تبحث عن آفاق أوسع وفرص أكبر للتعبير والتألق.