أكثر من 300 ألف زائر في مهرجان “كناوة” والمنظمون يعلنون عن موعد النسخة القادمة

أكثر من 300 ألف زائر في مهرجان “كناوة” والمنظمون يعلنون عن موعد النسخة القادمة

حضر أزيد من 300 ألف متفرج، على مدى 3 أيام، لمتابعة عروض مهرجان “كناوة وموسيقى العالم” الذي اختتمت فعالياته أمس السبت بمدينة الصويرة، وامتد من 19 إلى 21 يونيو الجاري.

وعرفت هذه الدورة مشاركة 350 فنانًا من أكثر من 12 دولة، من بينهم 40 معلم كناوي، كما واصل برنامج “بيركلي في مهرجان كناوة” تكوين 74 موسيقيًا شابًا من 23 جنسية، في إطار شراكة مع كلية بيركلي للموسيقى، وغطى فعاليات المهرجان أكثر من 250 صحفيًا من مختلف دول العالم.

ومع إسدال الستار على نسخة 2025، حدد المنظمون موعد الدورة السابعة والعشرين ما بين 25 و27 يونيو 2026، “في انتظار استمرار هذا الموعد الموسيقي الإنساني الذي يجمع بين التراث والحداثة، ويجعل من الموسيقى لغة أقوى من أي حدود” وفقا للمنظمين.

واعتبر المنظمون أن المهرجان، “الذي أصبح محطة فنية وإنسانية سنوية بارزة، واصل تقاليده في المزج الموسيقي الخلاق، حيث التقت نغمات الكمبري التقليدية بأنفاس الساكسوفون الغربي، وتزاوجت الأغاني الإفريقية مع الإيقاعات الكوبية، في لحظات امتزج فيها التراث بالمعاصرة، والروحاني بالجماعي”.

وانطلقت الدورة بعرض افتتاحي ضخم قاده المعلمون الكبار، وفي مقدمتهم حميد القصري، وتلاه برنامج موسيقي زاخر جمع بين كبار الفنانين الدوليين والنجوم الصاعدين.

ومن أبرز اللحظات؛ الحفل المشترك بين حميد القصري وفرقة بكالما، إضافة إلى مزج فني بين الجاز وكناوة قدّمه حسام كانيا وماركوس غيلمور. أما ضافر يوسف والمعلم مراد المرجاني فاستكشفا بعدًا صوفيًا نابضًا بالمعنى.

وفي لحظات الذروة، اجتذب حفل الفنان النيجيري CKay جمهورًا شابًا متعدد الجنسيات، “ليؤكد المهرجان مجددًا مكانته كملتقى عالمي للإيقاع والفرح”.

وعلى هامش العروض الفنية، احتضن المهرجان الدورة الثانية عشرة لمنتدى حقوق الإنسان، المنظم بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، تحت شعار “الحركية البشرية والديناميات الثقافية”. المنتدى جمع مفكرين وفنانين من العالم لمناقشة علاقة الهجرة بالإبداع والهوية، وكان من أبرز المتدخلين الشاعرة فيرونيك تادجو والمخرج إيليا سليمان، الذي لامس الحضور بشهادته المؤثرة.

وفي خطوة غير مسبوقة، عقد “كرسي UM6P للتقاطعات الثقافية والعولمة” لقاءات مباشرة بين معلمي كناوة وباحثين أكاديميين، لبحث موقع هذا الفن الحي في عالم سريع التحول. كانت لحظات إنصات وتبادل حقيقي بين التجربة الميدانية والمعرفة العلمية.

امتدت عروض المهرجان إلى كل أرجاء المدينة، من الزوايا التقليدية إلى الشاطئ، مرورًا ببرج باب مراكش وبيت الذاكرة. وكان الحفل المشترك بين فهد بنشمسي وفرقة “ذا لالاس” أحد أبرز مفاجآت الدورة، بمزجه الصاخب بين الروك وكناوة والشعبي.