تجار “البطيخ” ي reassuring المغاربة: المتوفر وفير بجودة وأسعار معقولة.

طمأن تجار الجملة المواطنين المغاربة بخصوص وفرة البطيخ الأحمر (الدلاح) في الأسواق الوطنية خلال موسم الصيف الحالي بأسعار مقبولة لا تصل المستويات التي بلغتها خلال المواسم السابقة بفعل الجفاف ونقص الإنتاج، مشددين على أن “الوفرة لم تأت على حساب الجودة”.
وانتقلت جريدة “مدار21” الإلكترونية إلى سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، حيث التقت تجار هذه المادة التي يقبل عليها المغاربة والذين أكدوا أن “ثمن البطيخ الأحمر اليوم (البطيخ) هو ثمن مناسب في أسواق الجملة بحيث لا يتجاوز سقف درهمين للطليوغرام”، مشيرين إلى أن “من حيث الجودة فإن معظم هذه المنتجات في مستوى مقبول وبدودة عالية في جميع الأحجام”.
وأضاف المهني في تجارة البطيخ الأحمر، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن “الأسعار الحالي في أسواق الجملة يتحكم فيها معيار الجودة بحيث يتراوح بين 17 ريال (0.7 درهماً) حتى مستوى خمسين ريالاً (2.5 درهماً)”.
وعن تأثير التساقطات المطرية الأخيرة عن محصول البطيخ الأحمر، أورد المتحدث ذاته أن “هذه التساقطات لم تؤثر على مستوى الجودة ولم تمس بسلامة المحصول بما فيها المنتوج الموجه إلى التصدير”، مستدركاً أن “المحاصيل المتضررة من هذه التساقطات هي قليلة جدا ولن تؤثر على تزويد السوق الوطنية”.
وبخصوص وفرة منتوج البطيخ الأحمر في الأسواق الوطنية، وخصوصا بأسواق الدار البيضاء، سجل مهني آخر بسوق الجملة بالدار البيضاء، أن “الإشاعات التي تحاول أن تسوق بأن هناك مشكلة على مستوى تزويد الأسواق الوطنية هذه السنة بالبطيخ الأحمر فإنها غير صحيحة”، مشيراً إلى أن “شاحنات التوزيع التي تصل إلى سوق الجملة بالبيضاء كلها تتزود بما يكفي من البطيخ الأحمر”.
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن “جودة محاصيل البطيخ الأحمر في الأسواق الوطنية هي في مستوى عالي جدا خلال هذه السنة”.
وسبق أن عبّر عدد من تجار وفلاحي منطقة شيشاوة، في تصريحات متفرقة، عن تذمرهم من تدهور وضعية تسويق منتوج “الدلاح” المحلي، الذي تشتهر به المنطقة بجودته ونكهته، في ظل ما وصفوه بـ”ضربات متكررة” أصابتهم في الموسم الفلاحي الحالي، أبرزها “انتشار فيروس مجهول” وانعدام الدعم وغياب مرافق أساسية.
وأجمع فلاخون التقهم جريدة “مدار21” الإلكترونية، على أن “الدلاح الشيشاوي” لا يزال يحافظ على جودته المعهودة، مؤكدين أن منطقة سيدي المختار تحديدًا تُعد من أشهر المناطق المنتجة للدلاح والسويهلة والجلبانة، إذ يقصدها التجار من مختلف مدن المغرب للتزود بالسلع. ومع ذلك، يضيف أحدهم: “الفلاح ما شدّ والو، السوق طايح، والبيع ب16 ريال ما فيه حتى ربح”.
فيما يشبه الاتهام المباشر، تحدّث الفلاحون عن “فيروس أصاب الدلاح المغربي”، قائلين إن “مصدره الزريعة التي تستورد من أوروبا”، مضيفين أن المواد الكيماوية والمبيدات المستعملة اليوم “خرّجوا على الفلاحة، السلعة ما بقاتش فيها المذاق”، واصفين الوضع بأنه أخطر من مجرد مرض زراعي، بل تهديد لأسر بأكملها تعتمد على هذا القطاع كمصدر رزق وحيد.
في ظل هذه الأزمة، شدد المتضررون على غياب شبه تام للدعم الحكومي، متحدثين عن إلغاء دعم “مطيشة” سابقًا، وتجاهل مماثل لما يعانيه فلاحو الدلاح اليوم. كما اشتكوا من افتقار السوق المحلي لأبسط البنيات التحتية، “ما كاين لا مرشي لا طواليطات لا حراسة”، مؤكدين أن السوق الحالي “قديم وتجاوزته الحاجة”، ما يستدعي تدخلًا عاجلًا لتحديثه وتوفير فضاء منظم يليق بالمنتوج الفلاحي المحلي.
وبلهجة حاسمة، عبّر أحد الفلاحين في حديثه للجريدة عن خوفه من اندثار الهوية الفلاحية للمنطقة، قائلاً: “شيشاوة معروفة بالمنتوج المليح، واللي كيشري من هنا كيعرف الجودة”، متحسرًا على تراجع الإقبال رغم السمعة الطيبة. وأضاف: “الفلاحة والكسّيبة هما اللي هازّين البلاد، وإذا تخلّينا عليهم، شكون غادي يبقى؟”.
وفي ختام تصريحاتهم، ناشد المتحدثون السلطات المعنية بـ”التدخل العاجل لمساعدة الفلاحين”، عبر توفير أسواق منظمة، والتتبع الصحي للزريعة، ودعم المواد الأساسية، خصوصًا وأن “الفيروس كرفص الناس”، كما قال أحدهم. واختتم آخر كلامه بعبارة تختزل المعاناة: “راه كاين اللي فالحبس ما شد والو، وكاين اللي دارت عليه الدنيا، والفلاحة ساكتين”.