مرشان: ليس كل عازف كنبري يُعتبر معلماً موسيقياً، وأحث الشباب على تقدير هذا التراث.

بنبرة لا تخفي حنينا إلى الماضي الجميل وقلقاً على مستقبل فن “تاكناويت” في سياق عولمة ثقافية تأتي على الأخضر واليابس، وإبداع بلا قيود لا يراعي أحيانا أصالة التراث المستثمر فنياً، نعى المعلم عبد الكبير مرشان المعلمين الكبار لفن تاكناويت، الذين رحلوا إلى دار البقاء، وكان لهم الفضل في هذه السمعة التي اكتسبتها “تاكناويت”، داعياً المعلمين الشباب إلى حفظ هذا التراث واحترام خصوصياته وتقاليده.
المعلم مرشان، الذي خص صحيفة “مدار 21” بتصريح، اليوم الجمعة، قُبَيل صعوده لمنصة “مولاي الحسن” لتقديم عرضه برسم الدورة السادسة والعشرين من مهرجان “كناوة وموسيقى العالم”، الجارية حاليا بالصويرة، لم يُخفِ تأثره بتوالي رحيل المعلمين الكبار الذين راعوا طيلة أعمارهم أصالة التراث الكناوي، وحافظوا على خصوصياته وتقاليده الموسيقية والروحانية أيضاً.
وفي معرض جوابه عن سؤال حول التغيرات التي طرأت على تاكناويت منذ إنشاء المهرجان قبل 3 عقود مقارنة باليوم، أجاب مرشان: “التغيير هو توالي رحيل المعلمين، وهذا عهد الشباب، الحمد لله أن قدرات المهرجان تتحسن سنوياً، ويسعدني أن الخلف موجودون، بما في ذلك العنصر النسوي الذي تعاطى بدوره لهذا الفن؛ وكما يقال “اللي خلا خليفتو كأنه لم يمت”.
وفي رسالة لا تخلو من عتاب للشباب الذين يشتغلون على فن تاكناويت في الآونة الأخيرة؛ قال مرشان: “رسالتي للشباب “تهلاو فالحال”، ومن قرر حمل آلة الكنبري عليه أن يكون عليما بالمقاطع وبمعاني الجذبة والكلام الذي يُنشد”.
واستطرد “كما أنصح المعلمين الشباب بمصاحبة المعلمين الكبار والمقدمات، فليس كل من تعلم عزف مقطوعتين يستحق الصعود للمنصة وادعاء تامعلميت”؛ مضيفاً: “الحال ماشي ساهل، نحن نظل نعزف منذ التاسعة ليلا إلى غاية التاسعة صباحا، (يتحدث عن الليلات أو الحضرات الكناوية) و”الطرح الذي عزفته عليكَ الحرص على عدم تكراره… إلى غير ذلك من القواعد الأساسية في تامعلميت”.
ولم يبدِ المعلم عبد الكبير مرشان ضيق صدره تجاه الانتقادات التي توجه للمهرجانات الموسيقية ولفن تاكناويت؛ معتبراً أن المنتقدين هم أشخاص لم يشبوا على حب تاكناويت ليس إلا؛ “كل واحد وهوايته، هناك ببساطة أشخاص لا تروقهم موسيقى كناوة أو عيساوة أو حمادشة… وفي المقابل هناك من يعشق الموسيقى الروحانية، وهناك من أنشأ أبناء على حب هذه الأنماط الموسيقية”.
وبالنسبة لجديده الفني؛ أكد عبد الكبير مرشان لـ”مدار 21″ أنه مازال معيناً لا ينضب، وأنه يستعد لطرح أغنية جديدة تحت عنوان “الهوارية” عمّا قريب.
وأحيى عبد الكبير مرشان حفل افتتاح فعاليات اليوم الثاني بمهرجان كناوة بالصويرة بمنصة “مولاي الحسن”، حيث سيعرف اليوم أيضاً حفلات فنية لعدد من الوجوه الشابة والمعروفة، على غرار “أسماء الحمزاوي وبنات تمبكتو” وكذا فهد بنشمسي، على أن يختتم المهرجان فعالياته غدا السبت.