لعلج: الصناعات في إفريقيا ضعيفة وإمكانات قارتنا غير مستغلة بشكل جيد

اعتبر رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، شكيب لعلج، أن دور إفريقيا في الإنتاج الصناعي العالمي لا يزال محدوداً ولا يمكن أن يحقق تقدماً متكاملاً إلا بالمشاركة الفعالة للقطاع الخاص، مشددا على أن “زمن إفريقيا قد حان، وأن نجاحنا الجماعي رهين بقدرتنا على العمل المشترك، وتبادل الخبرات، وتعزيز التكامل، وتعبئة الاستثمارات”.
وأضاف لعلج، في الكلمة التي ألقاها بمناسبة افتتاح أشغال المنتدى البرلماني للتعاون الاقتصادي بين مجلس المستشارين وبرلمان المجموعة الاقتصادية “سيماك” والاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن “اليوم إفريقيا تعيش لحظة حاسمة في سياق عالمي يعرف تحولات كبرى، تفرض علينا ضرورة تعزيز سيادتنا الاقتصادية”.
وأورد رئيس “الباطرونا” أن “اليوم، وللأسف لا تزال إفريقيا تلعب دوراً محدوداً في الإنتاج الصناعي العالمي”، مبرزاً أن “مساهمتها لا تتجاوز 1.9 في المئة، حسب تقرير للبنك الإفريقي للتنمية، أما التجارة بين الدول الإفريقية، فلا تمثل سوى حوالي 15 في المئة من إجمالي المبادلات التجارية للقارة، وهو رقم بعيد جداً عن مثيله في آسيا (58في المئة) أو في أوروبا (68 في المئة)”.
وسجل لعلج أن “هنا تبرز مفارقة حقيقية”، مشددا على أنه “رغم ما تزخر به قارتنا من ثروات طبيعية، وكفاءات بشرية، وفرص تنموية، فإننا لم نستثمر بعد بما فيه الكفاية تكاملنا الاقتصادي من أجل تحقيق تنمية صناعية وتجارية مستدامة تخدم مصالح شعوبنا”.
وتابع المصدر ذاته أنه “تماشياً مع الرؤية الملكية، فإن المغرب، بما في ذلك قطاعه الخاص، ملتزم بقوة بالمساهمة في هذا التحول وهذه الدينامية”، لافتاً إلى أنه “لترجمة هذه الطموحات إلى واقع ملموس، حددنا بعض الأولويات الاستراتيجية”.
وفي مقدمة هذه الأولويات حسب لعلج، الرأسمال البشري، مؤكداً أنه “ثروتنا الأساسية حيث 50 في المئة من سكان العالم سيكونون من إفريقيا بحلول عام 2050، و50 في المئة من هؤلاء سيكونون دون سن الخامسة والعشرين”.
ثاني الأولويات، حسب المصدر ذاته، هو الأمن الغذائي، موردا أن “الفلاحة تشكل ركيزة أساسية في اقتصاد إفريقيا الوسطى، لكنها تواجه تحديات عدة، من ضعف الإنتاجية، إلى التبعية للاستيراد، والتأثر بتغير المناخ”.
في مستوى ثالث، تابع المصدر ذاته بالإشارة إلى الطاقة من أجل التصنيع، مورداً أن “الوصول إلى طاقة موثوقة وبأسعار مناسبة ما يزال يشكل تحدياً في عدد من بلدان CEMAC”، مشددا على أنه “يمكن للمغرب، بفضل تقدمه في مجال الطاقات المتجددة، واستراتيجيته الطموحة في مجال الهيدروجين الأخضر، أن يكون شريكاً قويا لتطوير حلول طاقية نظيفة”.
ولتحقيق هذه الطموحات، تابع لعلج أنه “لابد من إقرار الحوار بين المؤسسات البرلمانية وممثلي القطاع الخاص”، مشيراً إلى أن “هذا المنتدى البرلماني يُعدّ نموذجاً لهذا التفاعل البناء. فهو يُجسّد قدرتنا الجماعية على التقريب بين الرؤى السياسية والاقتصادية، لبناء مسار تنموي طموح وواقعي في الآن ذاته”.
وشدد رئيس “الباطرونا” على أن “المبادرة الملكية الأطلسية، التي أطلقها الملك محمد السادس، سنة 2023، والتي تهدف إلى فك العزلة عن دول إفريقيا الوسطى، من خلال ربطها بالأسواق العالمية عبر بنية تحتية لوجستية، ومينائية، وصناعية، انطلاقاً من أقاليمنا الجنوبية، هي مبادرة مهمة جداً ومنسجمة مع هذا التوجه”.