ميناء الداخلة الأطلسي يجذب اهتمام دول الساحل وبلغت نسبة الأشغال فيه حوالي 40%

ميناء الداخلة الأطلسي يجذب اهتمام دول الساحل وبلغت نسبة الأشغال فيه حوالي 40%

بلغت نسبة تقدم أشغال ميناء الداخلة الأطلسي، وفق معلومات حصلت عليها جريدة “مدار21″، 40 في المئة، على أن تنتهي أشغال أحد أبرز الموانئ المغربية خلال أواخر سنة 2028، كما هو مبرمج، في وقت شرع الميناء في جذب أنظار دول الساحل.

المصادر الذي تحدثت إليها جريدة “مدار21″، خلال زيارة وفد صحفي إلى موقع الميناء الأطلسي، على هامش ندوة دولية حول موضوع “التكامل بين صحافة الجودة والتربية على الإعلام”، أفادت أن الأشغال تسير وفق ما هو مخطط له، وأنه من المتوقع انتهاؤها ضمن الأجل المرسوم لها مسبقا.

أشغال الميناء، وفق ما عاينته الجريدة، تتم تحت إشراف كفاءات مغربية مئة بالمئة، سواء مكتب الدارسات أو الشركة والعمال والأطر الساهرة على الورش، كما أن الأشغال متواصلة ليل نهار، من أجل تشييد ميناء بمواصفات عالمية، سيكون له دور بارز في تفعيل المبادرة الملكية الأطلسية.

ووفق المعلومات التي استقتها الجريدة، فقد بدأت بالفعل وفود عدد من البلدان الإفريقية والأوروبية في زيارة موقع تشييد ميناء الداخلة الأطلسي، للاطلاع على المشروع، وما سيتيحه من إمكانيات اقتصادية كبيرة يمكن الاستفادة منها، في إطار انفتاح المغرب على تقاسم بنيته التحتية مع البلدان الصديقة.

ومن المنتظر أن تبلغ الكلفة الإجمالية لتشييد ميناء الداخلة الأطلسى ما يقدر بـ12 مليون يورو (12.65 ملايير درهم)، وذلك خلال المرحلة الأولى المتعلقة بالبنية التحتية للميناء، دون احتساب الكلفة التي سيتطلبها تشييد المنطقة الصناعية وباقي المرافق، حيث تمتد البنية التحتية للميناء على مساحة 600 هكتار، بينما ستصل المساحة الإجمالية بعد تشييد مختلف المرافق المتصلة بالميناء إلى ما يناهز 1600 هكتار.

وأوضحت المصادر أن انطلاق المشروع، وإحداث وحدات إسكان العمال، والإدارة المشرفة، تطلبت ما يقارب السنة من العمل، إذ أصبح ورش ميناء الداخلة اليوم أشبه بمدينة مصغرة، إذ يتجاوز عدد العاملين به 2000 شخصا، وفرت لهم المساكن وغيرها من الشروط، لضمان استمرار الأشغال طيلة الأسبوع.

وكشفت المصادر أن الاختلاف الذي سيكون بين ميناء الداخلة وميناء طنجة المتوسطي هو من حيث المهام بالأساس، ذلك أن ميناء طنجة له دور كبير في ما يتعلق بنقل السلع على المستوى العالمي، بينما من المنتظر أن يكون ميناء الداخلة بنفس المواصفات الذكية، وسيكون بنفس الترتيب العالمي.

ميناء الداخلة يتم العمل على أن يكون “ميناء ذكيا” وصديقا للبيئة منذ البداية، إذ يتم توفير الطاقة الكهربائية والمياه المستخدمة من خلال الاعتماد على الطاقات المتجددة، سواء الطاقة الشمسية أو الريحية، إذ أكدت المصادر أن حوالي 70 في المئة من الطاقة الكهربائية المستخدمة في الميناء يتم توليدها من ألواح الطاقة الشمسية.

وأفاد القائمون على المشروع أن الميناء الذي يتم تشييده تتم مراعاة شروط السلامة بشكل كبير، إذ يتوفرون على آليات للمراقبة وتوقع حالة الطقس ذلك أنه يتم استحضار ظروف الأشغال المينائية وتوقع الرياح وحالة البحر والتعامل معها وفق الخبرة المراكمة في الميدان.

ومن المنتظر أن يتوفر ميناء الداخلة الأطلسي على ميناء للأنشطة التجارية، وميناء للصيد البحري، إضافة إلى ميناء لإصلاح السفن، إذ سيساهم في رفع نسبة مساهمة الجهة في الاقتصاد الوطني من 1,3 في المئة إلى 2,2 في المئة.

وستبلغ مساحة منطقة الأنشطة الاقتصادية 1650 هكتار قابلة للتوسيع ستخصص لتقديم خدمات صناعية ولوجستيكية وتجارية عالية الجودة، وذلك عبر توفير منطقة صناعية عامة تتوفر على وحدات صناعية ومباني مجهزة ومصانع التجميع والتحويل ومرافق الصيانة، إضافة إلى قطب تنافسية المنتجات البحرية وتثمينها، وقطب لوجستيكي يوفر منصات التوزيع والخدمات اللوجستيكية، ومنطقة تجارية لعرض وبيع المنتجات، وقطب الخدمات العامة الأساسية الموجهة لمختلف الفاعلين الاقتصاديين.