المنصوري يترأس اجتماعًا أمنيًا هامًا لمواجهة الإرهاب

احتضنت مدينة أكادير، يومي 17 و18 يونيو الجاري، فعاليات الدورة الرابعة للاجتماع رفيع المستوى لرؤساء وكالات مكافحة الإرهاب والأمن بإفريقيا “منصة مراكش”، وذلك تحت رئاسة مشتركة جمعت المملكة المغربية، ممثلة في المدير العام للإدارة العامة للدراسات والمستندات، محمد ياسين المنصوري، ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.
وفي كلمته خلال الاجتماع، أبرز المنصوري، المدير العام للإدارة العامة للدراسات والمستندات، أن “منصة مراكش” التي أطلقتها المملكة المغربية بمبادرة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تهدف إلى تعزيز الاندماج الإقليمي، وترسيخ الأمن، ودعم التنمية في القارة الإفريقية، مشيرا إلى أنها تجسد رؤية استباقية تتماشى مع المعايير الأممية، لمواجهة فعالة للإرهاب، والجريمة المنظمة، وكل اشكال التهريب، والحركات الانفصالية.
كما اعتبر أن حضور المشاركين ومساهماتهم الهادفة يجسدان روح التضامن، ويعكسان الالتزام الجماعي بتعزيز التنسيق والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب. وجدد التأكيد على التزام المغرب، الذي راكم تجربة مثمرة في هذا المجال، بالدفاع عن وحدة القارة الإفريقية وأمن بلدانها، وتعزيز روح التضامن لمواجهة التحديات التي تمس الأمن والاستقرار في القارة وكذا على الصعيد الدولي.
وشدد محمد ياسين المنصوري على أن “منصة مراكش”، التي أضحت موعدا قارا في الأجندة الأمنية الإفريقية، تسعى إلى توطيد التعاون جنوب-جنوب، وتعزيز التنسيق الأمني المشترك لمواجهة التحديات الإرهابية العابرة للحدود.
ولفت المدير العام إلى أن التنظيمات الإرهابية أصبحت تعتمد بشكل متزايد على التقنيات الحديثة، من أجل تعزيز وجودها، وتطوير أدواتها الدعائية، وتوسيع نطاق تأثيرها على الصعيد الدولي. وأشار إلى أن هذا التوظيف المتسارع للتكنولوجيات المتقدمة يمثل تحديا بالغ الخطورة للأمن العالمي، مما يحتم تعزيز التنسيق وتكثيف الجهود لمواجهته بشكل فعال.
وتشكل “منصة مراكش” حاليا إحدى أهم الآليات القارية لمواجهة ظاهرة الإرهاب في إفريقيا، حيث توفر إطارا للتفكير المشترك وتحليل دقيق لمصادر التهديد، كما تساهم في إعداد تصور جماعي لتحديد الخطوات العملية الواجب تنفيذها خلال السنة التالية لكل دورة من دوراتها.
ويأتي هذا الاجتماع الأممي، في ظل تصاعد وتطور التهديدات الإرهابية في القارة الإفريقية، حيث شارك فيه ممثلون عن نحو أربعين جهاز استخبارات وأمن إفريقي، إلى جانب ثلاثين وفدا دوليا من مناطق الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا وآسيا، بصفة مراقبين، فضلا عن ممثلي المؤسسات الإقليمية التابعة للأمم المتحدة.
ويعكس الحضور الواسع والاهتمام الدولي المتنامي بمنصة مراكش أهميتها الاستراتيجية كمجال محوري للحوار وتبادل الخبرات وتنسيق الجهود لتحديد الأولويات في بناء القدرات ومكافحة الإرهاب على مستوى القارة الإفريقية وكذا في العالم بأسره.