بوحوت: السياحة الداخلية في المغرب تُعتبر حكراً على الأثرياء

تسلط معظم المؤشرات الضوء على صعود القطاع السياحي المغربي في السنوات الأخيرة، بيد أن السياحة الداخلية، ورغم الأرقام الإيجابية التي كشفت عنها الوزيرة الوصية، فاطمة الزهراء عمور، مؤخراً بمجلس النواب، ما زالت لا تشكل سوى 30 في المئة من حجم ليالي المبيت بالمغرب، بينما تصل إلى 70 في المئة في بعض البلدان المتقدمة سياحياً.
وفي معرض جوابها عن أسئلة النواب البرلمانيين، مطلع هذا الأسبوع، لفتت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، إلى أن السياحة الداخلية في المغرب تشهد إقبالًا متزايدًا رفع عدد ليالي المبيت خلال سنة 2024 إلى حوالي 8.5 ملايين ليلة مبيت، مبرزة أن هذه الحصيلة تمثل 30 في المئة من مجموع ليالي المبيت في الفنادق المصنفة.
وسجلت الأشهر الأربعة الأولى من هذه السنة مليونَي ليلة مبيت؛ أي بارتفاع نسبته 4 في المئة قياسا بالفترة ذاتها من السنة الماضية، وهو ما يعكس حسب الوزيرة بجلاء تزايد الإقبال على السياحة الداخلية.
لكن الخبير في القطاع السياحي، الزبير بوحوت، يرى أن السياحة الداخلية مازالت تمثل نقطة ضعف؛ ذلك أن 30 في المئة من مجمل ليالي المبيت السياحية بالمغرب يبقى معدلا ضعيفا إذا ما قورن بالـ70 في المئة التي تسجلها بعض البلدان المتقدمة سياحياً.
ونبّه بوحوت، في تصريح لصحيفة “مدار21″، إلى أن الاضطرابات الجيوسياسية التي يعيشها العالم في الآونة الأخيرة تعد تهديداً للسياحة الدولية، “ذلك ما تبين من خلال أزمة كوفيد-19 مثلاً”؛ وهو ما يظهر أهمية السياحة الداخلية باعتبارها صمام أمان حاسم للقطاع السياحي.
وأوضح أن المغاربة يمثلون أول زبون للفنادق المغربية على مستوى ليالي المبيت، وذلك منذ سنة 2013؛ “بحيث أنه من إجمالي 28 مليون ليلة مبيت المسجلة على مستوى السياحة المغربية سجلت 8 ملايين و550 ألف ليلة سياحية مغربية، و20 مليون ليلة دولية بجميع الجنسيات، بما فيها فرنسا المتصدرة التي سجلت 5 ملايين و565 ألف ليلة مبيت سياحية”.
“لكن المشكلة تكمن في النمو، فإذا قارنا 2024 مع 2023، سنلاحظ أن ليالي المبيت عموما قد ارتفعت بنسبة 12 في المئة، لكن هذا النمو مدفوع بليالي المبيت الدولية التي ارتفعت بـ18 في المئة، بينما تراجعت ليالي المبيت الداخلية بـ0,43 بالمئة” يضيف بوحوت.
أما مقارنة بالسنة المرجعية 2019، فقد ارتفعت ليالي المبيت بـ14 في المئة عموماً، تفاصيلها ارتفاع الليالي الدولية بـ16 في المئة، بينما الليالي الداخلية بنسبة 9 في المئة، وهو ما يبرز أن السياحة الدولية تنمو بوتيرة أسرع.
“تبقى السياحة الداخلية نقطة ضعف في خارطة الطريق، لأن تطورها رهين بالبنى التحتية الموجهة للمغاربة، فالـ8 ملايين ونيف التي سجلتها الفنادق هم في غالبيتهم من المغاربة الميسورين ذوي القدرة الشرائية الكافية للتوجه إلى الفنادق المصنفة؛ ولو أتحنا عروض أخرى فيمكننا الوصول إلى 30 مليون ليلة بدل 8”.
وأوصى الخبير بأنه ينبغي الاهتمام بالمنتوج السياحي، وتطوير عروض موجه للمغاربة، مسجلاً في هذا الصدد التراجع عن مخطط “بلادي”.