حميد زيان يكشف أسرار “أفاذار 2” وضغوط إعادة الممثلين لأدوارهم السابقة

قال المخرج حميد زيان إن الجزء الثاني من مسلسل “أفاذار” الأمازيغي، الذي يجري تصوير حلقاته حاليا، سيكون امتدادا لأحداث الجزء الأول، إذ لم تنتهِ قصته بعد، إذ كانت “لويزة” تهدف، في الحلقة الثلاثين، إلى تأسيس تعاونية نسائية، وتمكنت من توحيد عدد من النساء لتحقيق هذا الهدف.
ويضيف زيان في تصريح لجريدة “مدار21” أنه في الجزء الثاني، تنطلق الأحداث من لحظة تأسيس التعاونية، إذ يتابع المشاهدون ما إذا كانت ستنجح وتستمر، أم ستواجه عراقيل، وسيتضح الصراع بينها وبين “عمار”، المنتخب المحلي، الذي سيحاول عرقلة المشروع خوفا من أن تكتسب “لويزة” شعبية بين النساء وتتحول إلى زعيمة مؤثرة، تساندها النساء لتمثيل قضاياهن.
وسيسعى “عمار” إلى محاصرتها وإفشال التعاونية عبر دسائس متعددة، مستقطبا عددا من النساء بهدف تقويض جهودها والقضاء على منافسته النسائية الوحيدة، لا سيما وأن “لويزة” مثقفة وتحمل شهادة الإجازة في القانون، ما يؤهلها لخوض غمار السياسة.
وأضاف زيان أن الجزء الثاني سيشهد تصاعدا دراميا لافتا، بفضل كثافة المشاهد الحركية وتنوع الأحداث المشوقة.
وأضاف زيان أن هناك مجموعة من التحديات التي يواجهها المخرج والمنتج عند الاستمرار في تقديم أجزاء جديدة من أي عمل، من بينها عدم التزام جميع الممثلين، بسبب انخراطهم في مشاريع أخرى، لكنه يشير إلى أنه “في هذا المسلسل، لم نواجه صعوبات من هذا القبيل، لأننا خصصنا وقتا كافيا للتحضير، سواء في إقناع الممثلين أو في برمجة مواعيد التصوير بما يتناسب مع التزاماتهم”.
ومن بين التحديات أيضا، طرح المخرج مشاركة بعض الممثلين في أعمال أخرى بعد الانتهاء من تصوير الجزء الأول، مما يؤدي إلى تجسيدهم لشخصيات جديدة قد تبعدهم عن تفاصيل الشخصيات التي قدموها سابقا في الجزء الأول.
وتابع: “هنا يبرز التحدي الأكبر للمخرج، والمتمثل في إعادة الممثل إلى روحه الأصلية في الشخصية، وهو ما يتطلب وقتا، وجلسات حوار، وقراءات تحليلية، بالإضافة إلى مشاهدة حلقات من الجزء الأول لاسترجاع الأبعاد النفسية والسلوكية للشخصية”.
وأكد زيان أهمية الحفاظ على الرؤية الإخراجية ذاتها التي ميزت الجزء الأول، حتى يكون الجزء الثاني امتدادا طبيعيا للأحداث، دون إخلال بالتناسق الفني.
وأوضح أن تظافر جهود جميع أفراد طاقم العمل، باعتبار المسلسل عملا جماعيا، مكنهم من تجاوز مختلف التحديات والاستمرار في تقديم عمل متكامل.
وأشار أيضا إلى أن ظروف التصوير تسير في أجواء احترافية، وبنفس الإمكانيات السينمائية التي تم الاشتغال بها في الجزء الأول، مما يضمن الحفاظ على الجودة الفنية للعمل.
وتحيل دلالة اسم المسلسل “أفاذار” أي الصبار، وهي نبتة معروفة بمقاومتها للتقلبات المناخية والصمود في المناطق القاسية التي تعاني من الجفاف، على ارتباط شخصية “لويزة” بطلة العمل، التي تتخرج من الجامعة وتفشل في الحصول على فرصة عمل، لتقرر افتتاح تعاونية لمنتوجات من نبتة الصبار، وتناضل من أجل تحقيق ذاتها، بحسب مخرجه حميد زيان.
ولم يكن طريق وصول “لويزة” في الجزء الأول من المسلسل إلى هدفها سهلا، إذ تعترضها العديد من الحواجز والعراقيل التي يضعها أمامها أحد المنتخبين المحليين، ظنا منه أن نجاحها سيعرض طموحه السياسي إلى الخطر، وتصبح منافسة له في الانتخابات المقبلة، سيما أنها تجمع حولها نساء القرية وتقنعهن بأفكارها، ما يجعله يُضيق عليها ويحاربها، بينما تجسد هي مقاومة الفتاة الريفية وصمودها وطموحها، وإصرارها على تجاوز كل العراقيل والمشاكل.
وقصة “لويزة” تعد الموضوع الرئيس للمسلسل، والعمود الفقري له، لكن تتفرع عنه مجموعة من المواضيع الأخرى والأحداث الفرعية التي تناقش مجموعة من القضايا والمشاكل التي تهم المجتمع المغربي بصفة عامة، والمجتمع الريفي بصفة خاصة، إذ هناك أحداث لها خصوصية تهم منطقة الريف بحكم أن السيناريست ومنفذ الإنتاج ينتميان إلى هذه المنطقة ويعرفان بيئتها جيدا كونهما ترعرعا فيها، لذلك حاولا وضع تفاصيلها تحت المجهر.
وجمع هذا العمل الأمازيغي الريفي في موسمه الأول مجموعة من الممثلين، ضمنهم شيماء علاوي، وسعيد المرسي، وهيام المسيسي، وميمون زينون، وسميرة مصلوحي وفاروق أزنباط، وغيرهم، إذ إن أغلب الممثلين الأمازيغيين في الدراما الريفية شاركوا في هذا المسلسل.
وتكون مسلسل “أفاذار” في موسمه الأول من ثلاثين حلقة، وتكلف جمال أبرنوص بصياغة السيناريو الخاص به، وإنتاج الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، بينما عاد تنفيذ الإنتاج إلى عبد الرحيم غربال.