بعد تسرب معلومات حساسة.. الأمن السيبراني يصبح في صدارة أولويات رئيس هيئة الموثقين الجديد.

بعد تسرب معلومات حساسة.. الأمن السيبراني يصبح في صدارة أولويات رئيس هيئة الموثقين الجديد.

ما زالت منصة “توثيق” “tawtik.ma” خارج الخدمة إلى غاية اليوم منذ تعرضها لهجوم سيبراني نتج عنه تسريب وثائق ومعطيات حساسة ذات طابع شخصي، تفاصيلها “أكثر من 4 تيرابايت من المعطيات، بما في ذلك عينة تضم أكثر من 10.000 شهادة ملكية، وفقا لادعاءات القراصنة”، وهو ما يضع على عاتق الرئيس المنتخب حديثا على رأس مجلس هيئة الموثقين المغاربة، عادل بيطار، مهاماً مستعجلة تتعلق بمتين الأمن السيبراني لمهنة التوثيق بالمغرب.

وكانت المديرية العامة لأمن نظم المعلومات، أوضحت أن البيانات المسرّبة لا علاقة لها بأنظمة الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية، كما شاع في بداية الهجوم السيبراني، بل تعود إلى منصة “tawtik.ma” التي تُشرف عليها هيئة الموثقين بالمغرب.

وأضاف المصدر ذاته أنه تم وقف العمل بمنصة “توثيق” مؤقتًا بهدف تصحيح الثغرات الأمنية التي استُغلت في عملية تسريب البيانات، غير أن المنصة مازال متوقفة إلى غاية اليوم.

وفي هذا الصدد، نبه الموثق والمتخصص في تدبير الممتلكات، عبد المجيد بركاش، إلى أن الفضاء السيبراني “أصبح اليوم أكثر من أي وقت مضى ساحة حرب حقيقية، وأن هجوما سيبرانيا موجها يمكنه في غضون ساعات قليلة شل اقتصاد دولة، وتعطيل مؤسساتها، وتهديد خصوصية بيانات ملايين المواطنين، ولقد شهدنا ذلك في 2007 مع إستونيا ونعيشه اليوم في المغرب”.

واعتبر أن مسألة الأمن السيبراني لم تعد تقنية فقط، بل أصبحت قضية سيادة وطنية و”لا يمكن لمهنة التوثيق بالمغرب، باعتبارها أحد ركائز الأمن القانوني بالبلاد، أن تبقى على الهامش”.

وقال إن تعبئة سريعة ومنسقة للمؤسسات مكنت من تجنب الأسوء، “كما جاء في رسالة الأستاذ محمد رشيد تدلاوي، الكاتب العام للهيئة، ففي أقل من 24 ساعة تم تفعيل توصيات الأجهزة الأمنية. وهذه رسالة قوية، لكن ذلك لم يعد كافياً”.

وكان محمد رشيد تدلاوي، الكاتب العام للهيئة أشار إلى أن المديرية العامة لأمن نظم المعلومات، التابعة لإدارة الدفاع الوطني، تواصل عمليات الفحص والتدقيق في قاعدة بيانات منصة “توثيق”، وحسابات بعض الموثقين المشتبه في تعرّضها للاختراق، وذلك لتحديد مصدر تسريب معطيات حساسة تتعلق بعقود شراء وامتلاك عقارات، والذي تبنته مجموعة تُدعى “جبروت” وتُعرّف نفسها بأنها جزائرية.

وبدوره شدد بركاش على أن “على الرئيس القادم للمجلس الوطني لهيئة الموثقين بالمغرب أن يجعل من الأمن السيبراني أولى أولوياته، لأن الأمر لم يعد يقتصر على تأمين منصات رقمية، بل يتعلق بحماية الثقة”. مذكراً بأن المجلس انتخب مؤخراً عادل البيطار لرئاسته.

وأوضح أنه “علينا أن نتعامل مع الأمن السيبراني باعتباره منظومة دائمة، متطورة، وفعالة. يجب تكوين فرق العمل، وتحديث أدواتنا، والتعاون مع أجهزة الدولة، وبناء درع رقمي حقيقي لمهنتنا، لأن الحرب السيبرانية بدأت بالفعل، ومن واجبنا أن نكون مستعدين”.