العمرو يكتب: قلب الأمة ودعائمها

مدار الساعة – كتب: نضال الثبيتات العمرو – شهد اليوم؛ العاشر من حزيران 2025 لحظة لافتة سلّطت الضوء على عمق العلاقة بين جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، حيث نشرت الملكة صورة على حسابها الرسمي في “إنستغرام”، تُظهر ملامح المودة بين الزوجين؛ تزامناً مع الذكرى الثانية والثلاثين لزواجهما، في خطوة تنطوي على بُعد شخصي وآخر وطني، يُجسد الترابط الأسري كركيزة لاستقرار الدولة.انطلقت حكايتهما من لقاء عابر في كانون الثاني 1993، ليتحول سريعاً إلى زواج في العاشر من حزيران من العام ذاته؛ ما لبث أن أصبح هذا اليوم مناسبة وطنية غير معلنة، تذكّر الأردنيين بما تمثله الأسرة الهاشمية من رمزية، حيث شكّلت الصورة وكلمات الملكة رسالة ذكية؛ امتزج فيها الحب بالثقة، والحميمية بالمسؤولية، قائلة؛ (كيف لا أستند إلى قلبك ووطن بأكمله يستند إليك!)، لتُبرز من خلالها شخصية ملك يشكّل عماد البيت كما يشكّل عماد الوطن.أحدث المنشور تفاعلاً واسعاً؛ إذ تقاطرت التعليقات التي احتفت بعلاقتهما، ووصفتها بـ(النموذجية)؛ فذلك الانسجام بين الجانبين الشخصي والعام يُعزز الشرعية الرمزية للقيادة، ويمنحها بعداً إنسانياً يُقرّبها من الناس، دون افتعال أو مبالغة، مما يُكرّس ثقة شعبية تتجدد مع كل ظهور مشترك، سواء في مناسبات اجتماعية أو مواقف وطنية حاسمة.تسير جهود الملكة رانيا جنباً إلى جنب مع نهج الملك؛ فهي تقود مبادرات نوعية تمس التعليم، والصحة، وتمكين الشباب والمرأة، عبر مؤسسات مثل (إدراك)، و(أكاديمية تدريب المعلمين)، و(صندوق الأمان)، بينما يواصل الملك دعم الفئات المهمّشة من خلال مبادرات (طرود الخير)، و(مساكن الأسر العفيفة)، وصندوق التنمية الملكي؛ يتكامل هذا الدور الثنائي في رسم ملامح أردن متماسك.يتحول هذا الانسجام من شراكة زوجية إلى عنوان لقيادة حديثة تمزج بين التواصل والرسوخ؛ إذ تُسهم المناسبات الخاصة، كمثل هذه الذكرى، في تجديد العقد المعنوي بين القيادة والشعب، وترسيخ شعور وطني جامع، تُعبّر عنه مشاهد الفخر والولاء في كل مناسبة؛ فيبقى الملك سنداً للوطن، والملكة صوتاً يُحاكي نبضه، والشراكة بينهما صورة متكاملة لقيادة تُلهم وتحتضن.