العدوان يبرز: أهمية الجيش الأردني في تعزيز الأمن والسلام العالمي – رؤية إنسانية وتاريخية – تأليف الدكتور علي فواز العدوان

العدوان يبرز: أهمية الجيش الأردني في تعزيز الأمن والسلام العالمي – رؤية إنسانية وتاريخية – تأليف الدكتور علي فواز العدوان


الجيش العربي امتداداً لرسالة الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف الحسين بن علي، حيث تأسس عام 1921 مواكباً لتأسيس الدولة الأردنية، محملاً قيماً إنسانية وقومية تجعله ركيزة أساسية في الدفاع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية لقد تطور هذا الجيش تحت القيادة الهاشمية الحكيمة ليكون ليس فقط درعاً للوطن، ولكن أيضاً سفيراً للأردن في مهمات حفظ السلام العالمية ومحاربة الإرهاب ومساعدة الشعوب المنكوبة. تحتل المملكة الأردنية الهاشمية مركزاً متقدماً في مشاركات قوات حفظ السلام الدولية، حيث تحتل المركز الرابع عالمياً من حيث حجم المشاركة في هذه المهام و بدأت مشاركة الأردن الفاعلة في عمليات حفظ السلام منذ عام 1989 بإرسال مراقبين عسكريين إلى أنغولا، ومنذ ذلك الحين شارك أكثر من 102,098 ضابطاً وجندياً أردنياً في 19 مهمة مختلفة تابعة للأمم المتحدة حول العالم .ويقع على عاتق الجيش واجبه الانساني بتقديم المساعدات الطبية عبر المستشفيات الميدانية التي عالجت أكثر من 4 ملايين مريض في مناطق النزاعو تفعيل رسالة الإسلام السمحة في تعزيز السلام والتعايش بين الشعوبو اكتساب الخبرات من خلال العمل مع جيوش عالمية متقدمةوكانت مشاركات الجيش تقع ظمن تعزيز الدبلوماسية الوقائية وخلق بيئة آمنة في المنطقة والعالملقد امتدت مشاركات القوات المسلحة الأردنية من تيمور الشرقية في آسيا إلى هايتي في الكاريبي، مروراً بالكونغو وليبيريا وإريتريا في أفريقيا، مما يعكس القدرة على العمل في بيئات متنوعة ومختلفة .وفي محاربة الإرهاب والمخدرات كان الجيش جدار واقٍ ضد التهديدات العابرة للحدودأدركا من الجيش الأردني تحت قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني أن التهديدات الأمنية في العصر الحديث تتجاوز الحدود التقليدية، فقام بتطوير وحدات متخصصة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات وقد تميزت هذه الوحداتباعتماد أحدث الأساليب التكنولوجية في المراقبة والاستخباراتو التعاون الوثيق مع القوات الدولية في تبادل المعلوماتو تنفيذ عمليات مشتركة لحماية الحدود من التسلل والإرهابكما يلعب الجيش الأردني دوراً محورياً في حماية المنطقة من تدفق المخدرات، حيث يعتبر الأردن شريكاً استراتيجياً في الحرب العالمية على المخدرات، مستفيداً من موقعه الجغرافي وخبراته الأمنية المتراكمة.ينطلق دور الجيش الأردني في دعم القضايا العربية والإسلامية من ثوابت السياسة الأردنية التي أرساها الهاشميون،و قدم الجيش الأردني أكثر من “1211” شهيداً في سبيل الدفاع عن المقدسات الإسلامية في فلسطينو أرسل مستشفيات ميدانية إلى غزة والضفة الغربية لمعالجة الضحاياشارك في إعادة إعمار دور العبادة في مناطق الصراعو قدم مساعدات إنسانية تشمل توزيع الطعام والملابس والأدوات المدرسيةإن هذا الدور ليس وليد اللحظة بل هو امتداد لدور الجيش الأردني في حرب فلسطين 1948 حيث سطر أروع صفحات البطولة في الدفاع عن القدس واللطرون وباب الواد .أدرك جلالة الملك عبدالله الثاني منذ توليه العرش عام 1999 ضرورة تطوير القوات المسلحة لمواكبة المتغيرات الإقليمية والدولية، فقام بعدة إصلاحات جوهرية شملتبإدخال أحدث الأنظمة التسليحية وتطوير القدرات التقنيةو إنشاء مدارس عسكرية متطورة وبرامج تدريبية بالتعاون مع دول صديقةو إشراك العنصر النسائي في قوات حفظ السلام والمهام الإنسانيةو تطوير القدرات المحلية لتصنيع الاحتياجات العسكريةو تعزيز التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة في مواجهة التحديات المشتركةلقد توجت هذه الجهود بتحويل الجيش الأردني إلى نموذج للجيش المحترف القادر على تنفيذ مهام متنوعة في آن واحد، حيث شارك في 15 مهمة دولية بشكل متزامن .يمثل الجيش الأردني نموذجاً فريداً للجيش الذي يحمل رسالة سامية تتجاوز الحدود الجغرافية فهو ليس فقط حامياً للوطن ولكن أيضاً سفيراً للسلام والإنسانية تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك عبدالله الثاني، استطاع الجيش الأردني أن يواكب التطورات العالمية مع الحفاظ على ثوابته العربية والإسلامية و إن السمعة الطيبة التي يتمتع بها الجيش الأردني من حيث الانضباط والكفاءة جعلته خياراً مفضلاً للأمم المتحدة في مهمات حفظ السلام، مما يعكس الصورة المشرقة للأردن كدولة محبة للسلام وداعمة للاستقرار العالمي .إن دور الجيش العربي الأردني هو دور وطني وإنساني وواجب قومي وإسلامي، وإن هذه الأعمال الإنسانية تتفق مع القيم الإنسانية والعربية الأصيلة هذه الكلمات تلخص فلسفة الجيش الأردني ورسالته التي تتناغم مع رؤية القيادة الهاشمية في بناء عالم أكثر أمناً واستقراراً.بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش العربي الأردني، نرفع أسمى آيات التهنئة والتبريك لمنتسبي قواتنا المسلحة الباسلة حفظكم الله درعاً للوطن وسياجاً لأمنه واستقراره.كل عام وجيشنا العربي الأردني بألف خير في ذكرى التأسيس نعتز بتاريخ مشرف من التضحيات والبطولات ونفخر برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.تحية إجلال وإكبار لرجال الجيش العربي الأردني في ذكرى تأسيسهم المباركة أنتم حصن الوطن المنيع، ورمز عزته وكرامته.في ذكرى تأسيس الجيش العربي نجدد العهد والولاء للوطن وقيادته الهاشمية ونقف بكل فخر خلف جيشنا الباسل الذي كتب صفحات العز والكرامة.