الجغبير يبرز: يوم الجيش.. استمرار للثورة العربية الكبرى ـ بقلم: يوسف أحمد الجغبير

تُعدُّ الثورة العربية الكبرى محطةً مفصليةً في تاريخ الأمة العربية، وكان للأردن شرف الحاضنة والمنطلق، حين قاد الشريف الحسين بن علي ثورةَ التحرر من نير الحكم العثماني، مستندًا إلى إرثٍ هاشميٍّ عريق، وإيمانٍ بوحدة الأمة وحقها في السيادة والكرامة. لم تكن الثورة مجرد مواجهةٍ للاستعمار، بل كانت نداءً للنهضة، ومحورًا للتغيير، سطّره الهاشميون بدمائهم الزكية، وتَجذّر في وجدان الأردنيين نهجًا قويمًا، وهويةً راسخة، ومسارًا لا يحيد.ومنذ انطلاقتها في العاشر من حزيران عام 1916، بقيادة الشريف الحسين بن علي، كانت أرض الأردن — من معان إلى العقبة، ومن الطفيلة والكرك إلى السلط — ميادينَ عزٍّ، وحصونًا منيعة، ومهدًا لانبثاق الدولة الأردنية الحديثة بقيادة الهاشميين.وفي هذا اليوم الأغر، يُحتفى أيضًا بـ يوم الجيش العربي الأردني، الذي وُلد من رحم الثورة، وحمل رايتها، وواصل رسالتها في الدفاع عن الوطن، والذود عن قضايا الأمة.لقد شكّل الجيش العربي المصطفوي سياجَ الوطن ودرعه الحصين، وسطّر صفحاتٍ من المجد في معارك الكرامة وفلسطين، ولا يزال رمزًا للفداء والانتماء، في يومٍ تتجدد فيه معاني الوفاء لتضحياته، ويُعبّر فيه الأردنيون عن اعتزازهم بجيشهم وأجهزتهم الأمنية، عنوان السيادة ومصدر الكرامة.لقد مثّلت الثورة العربية الكبرى انطلاقةَ الوعي القومي، وغرست في الضمير العربي حلم الاستقلال، وما زال إرثها حيًّا يُتوارث جيلًا بعد جيل، وتُستعاد روحها في المظاهر الرسمية والشعبية، التي تعبّر عن الانتماء والفخر الوطني.وقد واصل ملوك بني هاشم نهج الثورة ومسيرتها، بدءًا من الملك المؤسس عبدالله الأول، وصولًا إلى جلالة الملك المعزّز عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، في قيادة مسيرة الإصلاح والبناء، التي أرست مكانة الأردن وهيبته، عربيًا وعالميًا، لتؤكد أن الثورة ليست مجرد ذكرى، بل روحٌ نابضة، تسكن ضمير الأمة، وبوصلةٌ تهدي الأجيال إلى الثبات على المبادئ، وصون الهوية الوطنية.نسأل الله أن يديم على الأردن أمنه واستقراره، وهيبته ورفعته، في ظل القيادة الهاشمية المظفّرة، وأن يحفظ جيشه العربي المصطفوي، وأجهزته الأمنية الباسلة، وشعبه الوفي.