عبدالله الثاني: رحلة ملك وعهد وطني – بقلم غيث القرالة

عبدالله الثاني: رحلة ملك وعهد وطني – بقلم غيث القرالة


في التاسع من حزيران من كل عام يحتفل الأردنيون بذكرى عيد الجلوس الملكي اليوم الذي تسلم فيه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية عام 1999 خلفاً للمغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه إنها مناسبة وطنية راسخة في الوجدان الأردني تمثل عهداً متجدداً بالولاء والانتماء وفرصة لتجديد العهد مع قائد الوطن على المضي قدماً في مسيرة البناء والتحديث. منذ أن تولى جلالته سلطاته الدستورية انتهج نهجاً إصلاحياً متوازناً شمل مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية متسلحاً برؤية استراتيجية عميقة وإرث هاشمي راسخ في القيادة والنهج.عبر أكثر من ربع قرن استطاع جلالته أن يقود سفينة الوطن بحكمة واقتدار وسط تحديات إقليمية ودولية فكان الصوت العاقل في المحافل الدولية والمدافع الصلب عن قضايا الأمة وعلى رأسها القضية المركزية القضية الفلسطينية التي بقيت على رأس أولويات السياسة الخارجية الأردنية بقيادة جلالته.وفي السياق ذاته شهد الأردن في عهد جلالة الملك قفزات نوعية في مجالات عديدة أبرزهاتعزيز دولة القانون والمؤسسات من خلال دعم استقلال القضاء وتكريس مبادئ الشفافية والمساءلةو تمكين الشباب عبر مبادرات رائدة مثل صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية وهيئة شباب كلنا الأردن وتوسيع نطاق مشاركة الشباب في الحياة العامة والسياسيةو دعم المرأة وتمكينها لتكون شريكاً فاعلاً في التنمية وصنع القراروالتحول الرقمي والتحديث الإداري ضمن رؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقها جلالته لتعزيز التنافسية وتحقيق نمو مستدام وتطوير البنية التحتية والصحة والتعليم من خلال الاستثمار في المستشفيات الجامعية والمدارس ومراكز التدريب المهني.علاوة على ذلك لم تكن مواقف الأردن بقيادة جلالة الملك محصورة ضمن الإطار الوطني بل امتدت لتشمل قضايا العدالة والكرامة الإنسانية في كل مكان فكان جلالة الملك من أوائل القادة الداعين إلى مكافحة خطاب الكراهية والحوار بين الأديان وإرساء قيم السلام والعيش المشترك كما أن مبادرات مثل رسالة عمان وأسبوع الوئام العالمي بين الأديان التي انطلقت من الأردن وجدت صدى عالمياً واسعاً وأكدت مكانة المملكة كمنارة للاعتدال والوسطية.مجمل القول ،،،في ذكرى عيد الجلوس الملكي يجدد الأردنيون العهد والولاء لقائد المسيرة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سائلين الله أن يمده بالصحة والعافية وأن يبقى الأردن واحة أمن واستقرار يمضي بثقة نحو المستقبل بقيادة هاشمية حكيمة وشعب مخلص.كل عام والوطن وقائد الوطن بألف خير.