الشوره يكتب: من قلعة مكاور إلى ساحات العالم… النشامى يصنعون تاريخ الأردن

الشوره يكتب: من قلعة مكاور إلى ساحات العالم… النشامى يصنعون تاريخ الأردن


مدار الساعة – كتب: باسم عارف الشوره -في تلك اللحظة التي دوَّت فيها صافرة النهاية، لم يكن النصر رياضيًا فحسب، بل كان صدى لكل تاريخ الأردن، من شماله إلى جنوبه. النشامى، أول منتخب أردني وأول منتخب عربي من بلاد الشام يتأهل إلى كأس العالم، لم يركضوا وحدهم… بل كانت تركض معهم ظلال القلاع والحجارة والشواهد الأثرية التي تسكن أرضنا منذ آلاف السنين.من قلعة الكرك، التي صمدت بوجه الحملات والغزوات، إلى عجلون، حيث ترتفع القلعة الأيوبية بين الغابات وتطل على آفاق الكبرياء.من البتراء، جوهرة الأنباط المنحوتة في الصخر، التي تهمس للنشامى: “منّا خرج العزم، وفيكم استمر.”من جرش، بأعمدتها الرومانية التي لا تزال واقفة، كأنها تصفق لكل هدفٍ يُسجّل باسم الوطن.من قلعة الشوبك، الصامدة على سفح الجبال، تشهد على أن الأردن لا يركع.من وادي رم، حيث الرمال تحفظ صدى الخطى القديمة والبطولات، إلى أم قيس التي تطل على طبريا والجولان وذكريات الشهداء.ومن مكاور، حيث سالت دماء القديسين، وارتفع فيها الصوت والكرامة، إلى قصر عمرة وقصر الحرانة والمشتى، رموز حضارة في قلب الصحراء، تُذَكّر العالم بأن العظمة يمكن أن تولد من رمالٍ وجبال.هؤلاء النشامى لم يركضوا وحدهم على العشب الأخضر. كانت خلفهم أم الجمال وفحل (بيلا)، والمغطس حيث نزل السلام، والسلط التي تصعد دروبها الأرواح النبيلة.كل موقع أثري في الأردن بات يحتفل. كل حجرٍ في جدارٍ قديمٍ بات يهتف: “هؤلاء أبناؤنا!”كل خيمة في البادية، كل شجرة زيتون، كل مرصوفة في شارعٍ عتيق، تتوشح اليوم بلون العلم الأردني.يا نشامى… أنتم لستم فريق كرة قدم فقط، أنتم فرسان هذا الزمن، حملتم اسم الأردن، وكتبتم صفحة جديدة في تاريخه، لا بالحبر، بل بالعرق والإصرار والإيمان.مباركٌ لكم، مباركٌ للأردن… من آثارنا خرجت الحكاية، وإلى كأس العالم وصلت الراية.