غيث القرالة: موقف الأردن وفلسطين الثابت لا يتزعزع

غيث القرالة: موقف الأردن وفلسطين الثابت لا يتزعزع


في زمن الأزمات تتكشف معادن الشعوب وتخضع الدول لاختبارات حقيقية تثبت فيها مواقفها الأخلاقية والسياسية ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة وما يرافقه من معاناة إنسانية تتعرض الدولة الأردنية لحملات تشكيك ممنهجة تطعن في موقفها من القضية الفلسطينية وتتهمها ظلما بالتخاذل أو الصمت وتتجاوز ذلك أحيانا إلى التشكيك في هويتها ودورها التاريخي في مواجهة هذا كله لا بد من التأكيد على حقيقة راسخة أن الدولة الأردنية بهويتها وشرعيتها وقيادتها ستبقى فوق كل مؤامرة وأكبر من أن تقاس بانفعالات آنية أو حملات مشبوهة على المنصات الرقميةمنذ نكبة عام 1948 لم تكن العلاقة بين الأردن وفلسطين مجرد علاقة جوار بل علاقة مصير مشترك وامتزاج دماء وآلام ومواقف الأردن استقبل ملايين اللاجئين الفلسطينيين ومنحهم الحقوق وصان كرامتهم وتعامل معهم كمواطنين لا كضيوف عابرينفي كل المعارك المصيرية التي خاضتها الأمة دفاعا عن القدس سالت دماء الأردنيين على أرض فلسطين من باب الواد إلى اللطرون والشيخ جراح وكانوا دائما في طليعة من قدموا التضحيات.الموقف الأردني من العدوان على غزة لا يحتاج إلى تبرير بل إلى تذكير اتخذ الأردن مواقف واضحة وصريحة عبر عنها جلالة الملك عبدالله الثاني بتحذيراته من التهجير القسري للفلسطينيين إلى الأردن أو مصر وتأكيده الثابت لا للوطن البديل ولا للتوطينكما استمرت المساعدات الطبية والإنسانية إلى قطاع غزة عبر الهيئة الخيرية الهاشمية رغم التحديات الأمنية والسياسية وتحرك الأردن دبلوماسيا في مجلس الأمن والأمم المتحدة مطالبا بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين ورافضا التهجير الجماعيورغم وضوح هذه المواقف برزت على منصات التواصل حملات تشكيك تدار أحيانا من جهات مجهولة أو مشبوهة تهدف إلى ضرب الثقة بين المواطن ودولته وتصوير الموقف الأردني على أنه انحياز للعدو وهي محاولات بائسة لإضعاف موقف الأردن الثابت ضد التوطين والتهجير وهو الموقف الذي يزعج إسرائيل واليمين المتطرف أكثر من بعض الأصوات المزايدةفي قلب هذه المعركة تبقى الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس عنصر قوة رئيسيا في مواجهة مشاريع التهويد حيث رفض جلالة الملك جميع المحاولات الإسرائيلية لتغيير الوضع القائم في الحرم الشريف ووقف في وجه مخططات التقسيم الزماني والمكانياللحظات المفصلية لا تحتمل الحياد الآن وقت الاصطفاف مع الحق مع الدولة مع فلسطين ومع كرامة الأمة نعم نغضب ونطالب ولكن من الخطأ أن نوجّه هذا الغضب نحو وطننا الذي يقف وربما وحيدا في وجه مشاريع التصفية والتهجيرخلاصة القول الأردن فوق الجميع لأن كرامتنا وهويتنا وسيادتنا لا تعلو عليها مزاودة ولا ينال منها تشكيك.